بسم الله الرحمن الرحيم
مختلف الحديث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فهذه نُبذ لطيفه في ( مختلف الحديث ) نسأل الله أن ينفع بها
تعريفه:
عرفه النووي بقوله: ( وهو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهراً فيوفق بينهما أو يرجح أحدهما ).
وقال التهانَوي هو : ( أنْ يوجدَ حديثانِ متضادانِفي المعنى بِحَسبِ الظاهرِ, فيجمعُ بينهما بما ينفي التضاد ).[1]
موضوعه:
علم يُعْنَى بدفع ما قد يظهر من اختلاف وتناقض بين الأحاديث.
أهميته:
قال عنه الامام النووي رحمه الله تعالى انه : ( مِنْ أهمِ الأنواعِ، ويضطرُ إلى معرفتهِ جميعُ العلماءِ من الطوائفِ ... وإنمايكمـلُ له الأئمـةُ الجامعـونَ بين الحديثِ والفقـهِ، والأصوليونَ الغواصونَ علىالمعاني ).
أقسامه:
قال السيوطي: (والمُختَلف قِسْمان:
أحدهما: يمكن الجمع بينهما بوجه صحيح فيتعيَّن ولا يُصَار إلى التَّعَارض, ولا النَّسخ ويجب العمل بهما. ...
والقسم الثَّاني : لا يُمكن الجمع بينهما بوجه, فإن علمنا أحدهما ناسخًا بطريقة ممَّا سبق قدَّمناه, وإلاَّ عملنا بالرَّاجح منهما كالتَّرجيح بصفات الرُّواة أي: كَوْن رُواة أحدهما أتقن وأحفظ, ونحو ذلك مِمَّا سيذكر وكثرتهم في أحد الحديثين في خمسين وجهًا من المُرَجحات, ذكرها الحازمي في كتابه «الاعتبار في النَّاسخ والمنسوخ» ووصلها غيره إلى أكثر من مئة, كما استوفى ذلك العِرَاقي في «نكته» ). ا. هـ تدريب الراوي
وقال التهانوي موضحا القسم الثاني بقوله: ( والثاني: مالا يمكن فيه ذلك, وهو ضربان:
الأول: ما عُلِمَ أنَّ أحدَهُما ناسخٌ والآخرَ منسوخٌ.
والثاني: ما لا يعلمُ فيه ذلك, فلا بدَّ من الترجيح، ثم التوقف )[2].
مثاله:
قال السيوطي: ومن أمْثلة القسم الأول في أحاديث الأحْكَام, حديث: «إذَا بلغَ الماء قُلَّتين لم يَحْمل الخَبَث» وحديث: «خلقَ الله المَاء طَهُورًا لا يُنجسه شيء, إلاَّ ما غيَّر طَعْمه, أو لَوْنه, أو ريحه»
فإن الأوَّل ظَاهرهُ طَهَارة القُلَّتين, تغيَّر أم لا, والثَّاني ظاهره طهارة غير المُتغيِّر, سواء كانَ قُلَّتين أم أقل, فخصَّ عُموم كل منهما بالآخر ).
فائدة:
قال ابن الصلاح في مقدمته: ( وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْإِمَامِ أَنَّهُ قَالَ : " لَا أَعْرِفُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَانِ بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلْيَأْتِنِي بِهِ لِأُؤَلِّفَ بَيْنَهُمَا " ). المقدمة
فائدة:
قال السيوطي: ( وصنف فيه الإمام الشافعي، ولم يقصد رحمة الله استيفاء، بل ذكر جملة ينبه بها على طريقه، ثم صنف فيه ابن قتيبة فأتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة، لكون غيرها أقوى وأولى ). التدريب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وقيل في معناه أمورا أخرى؛ منها:
أ ) أنه مختص باختلاف الأحاديث فيما بينها ، باستثناء الأحاديث الناسخة والمنسوخة ، فإنها لا تدخل فيه.
ب ) أنه مختص بكل حديثين مختلفين يمكن الجمع بينهما ، دون ما لا يمكن .
[2] كشاف اصطلاحات الفنون 2 / 223.