خصائص الحب عند الرجل،تختلف عن خصائص المرأة فليس للرجل دورية للحب ،كما في حب المرأة ،
وللسن شأن في حب الرجل،
فالفتى في أول عهده يكون حبه نقيا وهوائيا أكثر منه بعد سن العشرين ،يكون فيما دون العشرين حييا جدا كالفتاة ،
ومنذ العشرين أو الخامسة والعشرين
تكثر وقاحة الفتى ، وتقوى فيه الغريزة الجنسية ، ويضعف فيه الهوى الشعري ولو قليلا جدا ،وكلما تقدم سنا ّ
استتب حبه وتأسس على قاعدة الحقيقة والصواب
والرجل في شرخ الشباب والكهولة تكثر وتنشط مادة الحب عنده فيبتغي غالبا حبيبة أكثر مما يبتغي زوجة ،
ويظل قبل الاربعين يبتغي حبيبة لازوجة،
اللهم اذا وقع أسير حب ولا يفك أسره الا الزواج وبعد سن الاربعين يشرع يشعر انه يبتغي زوجة تكون
حبيبة لا حبيبة تكون زوجة ، ويخشى ان يفوت الوقت .
فيطوف مفتشا على زوجة ويصبح حبه مرتكزا على المصلحة
وقيل ان قلب الرجل يكون عاطفيا أكثر من المرأة فهو بين عوامل الجمال كالريشة في مهب الريح ،
والحب يلعب ادواراّ عظيمة في تطوير أخلاق الرجل وتدميث طباعه.
وقيل:ان الرجل يفتتن بجمال المرأة وأن بروز الغريزة الجنسية يدفعه الى ان يحب امرأة ويغازل اخرى ،
ويداعب ثالثة ،حتى يخيل انه يحب أكثر من امرأة واحدة ،
وانه يحب واحدة لأجل جمالها الروحاني ،وأخرى ابتغاء مرضاته للغريزة الجنسية.ويولع جمال المرأة
الجسماني نار الحب في الرجل ،أكثر من جمالها الروحاني
حتى ولو كان ذلك الجمال مصطنعا،وله فعل عجيب في اضرام نار الحب في الرجل والرجل أميل
الى المرأة الشابة، او التي أصغر منه سناً جداً لنضارتها وجمالها
،ومع ذلك فان كثيرا من النساء المتقدمات في العمر ،يستطعن ان يستهوين عشاقا لجمالهن المصطنع ،
ويلذ للرجل أن يمتع بجميع اعضائها
لأن حبه شهواني مادي أكثر من المرأة لذلك مارست المرأة التبرج الزائد ،وليست تبعة هذا التهتك
على المرأة وحدها ،بل على الرجل الذي يبتغيه.
فيحب الرجل ليس جمال الوجه وحده ،بل جمال سائر أعضائها . وأما جمال الملابس فليس عند معظم
الرجال في الدرجة الثانية، بل كثير منهم تفتنهم
أناقته وزخارفه ،وللأزياء فعل عظيم في اقتداح شرر الحب في انفسهم ،ولشدة افتتان الرجل
بالجمال المصطنع ارتقى فن التجميل ارتقاءً عظيما جداً
حتى اختفى وراءه الجمال الطبيعي ، وانقطع السبيل الى تعرف الجمال الروحاني في المرأة .
والرجل اسرع انفعالا من المرأة بالنظرة الاولى
وان معظم سهام الحب التي تدخل الى فؤاده تطرقه من طريق البصر لا البصيرة . وان نظر الرجال
يختلف باختلاف السن ، وان مزاولة التحبب والتودد ،
أفعل في الاستهواء والاستمالة من مسألة السن لذلك لايستغرب أن كهولا وشيوخا ينجحون احيانا
في استهواء الفتيات في اول شبابهن .وكذلك كهلات النساء
وقد يمكن ان تجد فريقا من النساء يهوين الرجال المخنثين ، ولكن هيهات ان تجد رجلايحب المرأة المسترجلة
،والرجل حديد والمرأة صوان
فاذا لم ينقدح من احتكاكهما شرر فلا يكون حب .وان الرجل ليضحي كثيرا لأجل حب المرأة ، والمرأة تتعرض
للفضيحة في حب الرجل ،وأحيانا بعفافها
وقد لايكافئها على التضحية ،ومتى هوت المرأة فقلما تعود تجد من الرجل عطفا ،حينئذ تكون كالمملكة
التي فتحها الغازي للنهب والسلب .
والرجل أكثر تملقا للمرأة منهاله ،وكثيرا ما يكون مخادعل في مجاملته لها والرجل كثير الملل والضجر ،
والمرأة كثيرة الصبر ،وتلك حال الرجال في الحب بالاجمال.
وأما كيف يريد الرجل ان تكون المرأة ؟فهو يريدها كحبيبة معشوقة والجمال أول بغية في الحب عند الرجل ،
واذا عز على الرجل الحصول على جمال طبيعي في معشوقته.
طلب فيها جمالا مستعارا ،لأنه حيث لاجمال فلا ينقدح شرر الحب ،وهو طماع في ابتغاء الجمال ،
فلا يقنع بالجمال الطبيعي،فيبتغي الاستزادة منه ولو بجمال صناعي مستعار.
وبعض الرجال شرهون في طلب الجمال فيبتغون تمادي الحبيبة الى حد التهتك.
وكما أن المرأة تبتغي في الرجل الرجولة كذلك الرجل يبتغي فيها الانوثة المطلقة ، والرجل يدعي
القوة،ويباهي بها ويزعم أنه حامي المرأة ،
فيود أن يستخدم هذه القوة في خدمة المرأة ، ويرغب ان تتكل المرأة عليه وتثق به ، ولهذا يود أن تكون
المرأة شاعرة بضعفها وأن يبدو شعورها هذا
بودعتها ولطفها ورقتها ، ويبتغي الرجل أن تكون المرأة منقادة له تأتمر بأمره ،ولا يريد الرجل المرأة حتما الا من
حيث الجمال بل يريدها جسما حيا وحياة ملتهبة حبا ، فاذا كانت بليدة كانت باردة ، والحب نار تطفئها نار البلادة.
وربما احتملت المرأة الرجل وصبرت على ختله ،أما الرجل فلا يحتمل ختل المرأة ومكرها ، وان لم تعدل عن ذلك
قاطعها وكرهها .
وغيرة المرأة قد تلذ الرجل ،لأنها أقوى دليل عنده على متانة حبها . وأقتل شيئ لحب الرجل كبرياء المرأة وخيلاؤها ،
وتواضعها يضرم في الحال نار غرامه.
ويكره الرجل في المرأة غرورها واعتدادها بنفسها واعجابها بجمالها ،لأن ذلك يجعله يشعر أنها مستعلية عليه
ويريد الرجل أن يقدم للمرأة أعز ما عنده ،وانما يبتغي هي تطلبه ولو تلميحا لكي يشعر ان منحته ذات قيمة عندها ،
والرجل يبتغي تساهلا .