منذ تصريح مخرج باب الحارة بسام الملا بأن الجزء الخامس من مسلسل "باب الحارة " هو آخر جزء حيث سيغلق باب الحارة نهائياً لهذا العام ومتابعي هذا المسلسل في كل مكان وهم بالألوف إن لم يكونوا بالملايين يتابعون أحداث هذا المسلسل بكل لهفة ليتمكنوا من معرفة نهاية هذا المسلسل الذي شكل عند البعض جزءاً من الجو الرمضاني الذي يميز هذا الشهر الكريم .
برغم كل الانتقادات التي وجهت لهذا المسلسل إلا أنه أثبت للسنة الخامسة على التوالي بأنه المسلسل الأكثر متابعة في الوطن العربي حتى أن بعض الدول مثل ليبيا تعاملت معه مثلما تعاملت مع المونديال ووضعت شاشات عملاقة لعرض المسلسل في الشوارع حيث استطاع هذا المسلسل أن يلامس النخوة والكرامة العربية في حلقاته كما تمكن من تصوير حالة اللحمة والتضامن العربي من خلال وقوف الحارات مع بعضها في وقت الأزمات رغم كل الخلافات التي ربما تكون بينهم، فوجود الأزمة أذاب هذه الخلافات ووحد بينهم .
وحاول مخرج العمل من خلال أجزاء المسلسل الخمسة مناقشة العديد من القيم الاجتماعية في المجتمع العربي وعرضها بقالب درامي مميز عكس قدرة الدراما السورية وتميزها في طرح المشكلة وبنفس الوقت مناقشة الحل المناسب , كما أن العمل أيضاً في أجزائه الخمسة ضم نخبة كبيرة من نجوم الدراما السورية ، فشاهدنا في كل جزء نجوماً جديدة تدخل وأخرى تخرج وربما هذا التنوع الذي راهن البعض بأنه سيفشل المسلسل على العكس تماماً أعطى للمسلسل طعماً مميزاً من خلال هذا التجمع الكبير من الفنانين في أجزاء المسلسل .
ولكن السؤال الذي يدور الآن ويطرح نفسه بعد أن يغلق باب الحارة نهائياً ما هو المسلسل الذي سيكسب ثقة المشاهد العربي ليحتل المرتبة الأولى في المشاهدة في رمضان المقبل ويعيد فتح باب المتابعة الجماهيرية الواسعة لعمل درامي بهذه الضخامة ، وبالطبع لا يمكن لأحد تجاهل شعبية بعض المسلسلات الأخرى التي تحمل البيئة الشامية وعرضت خلال شهر رمضان وحققت أيضا نسب مشاهدة عالية ولكنها بالتأكيد لم تصل لشعبية مسلسل "باب الحارة" الذي أنتجته قناة مهمة ايضاً ولها جمهورها الكبير مثل قناة mbc .
ولا يمكن أن ننسى أيضاً المسلسلات الاجتماعية التي عرضت خلال هذا الشهر وناقشت مواضيع اجتماعية غاية في الأهمية مثل مسلسل " وراء الشمس" وغيرها وربما هذا يجعلنا نتساءل هل يمكن لهذا النوع من المسلسلات منافسة مسلسلات البيئة الشامية في نسبة المشاهدة أم أن الجمهور سبق وأن حسم الموضوع والمنافسة لصالح مسلسلات البيئة الشامية .
هي أسئلة مشروعة من حقنا أن نطرحها بكل مصداقية بانتظار شهر رمضان المقبل ليجيب عليها ولكن لا يمكننا إلا الإجابة عن سؤال واحد الآن وهو أن الدراما السورية أثبتت يوماً بعد يوم قدرتها الكبيرة على مناقشة قضايا المجتمع بكل أبعاده وصوره وتفوقها الملحوظ عاماً بعد عام، كيف لا وسورية هي مصنع النجوم ففي كل يوم يولد نجم جديد .