بعد أن كادت مخيلة كل من كاتب مسلسل باب الحارة كمال مرة ومخرجه (مؤمن الملا بإشراف شقيقه بسام) أن تنضب من الأفكار الجديدة، حيث التكرار والمشاهد المتشابهة والحوارات الرتيبة، زج المخرج والمؤلف بفكرة تحاول قلب الأحداث وشد المشاهد من جديد من خلال إحياء شخصية (أبو عصام) بما تشكله من وزن وحضور في ذاكرة المشاهدين، حيث فوجئ مشاهدو الحلقة 12 من الجزء الخامس أن حكيم باب الحارة (أبو عصام) لم يمت، وأنه في أحد السجون السرية يُرجح أنه سجن جزيرة (أرواد) السورية قرب طرطوس (ربما هرب من القبر فاعتقله الأعداء)، وقد أرسل رسالة إلى أهله يخبرهم بذلك، ليدخل العمل مفصلا درامياً جديداً!.. وكانت شخصية أبو عصام قد تم إنهاؤها من خلال موتها، حيث كنا قد رأينا جنازة كبيرة له في بداية الجزء الثالث، فالمخرج لجأ إلى إنهاء الشخصية بعد خلافات حادة بين المخرج بسام الملا والفنان عباس النوري.
كما تفاجأ الناس بشخصية أم جوزيف، حيث كانت قد تعرضت للقتل من قبل الفرنسيين الجزء الماضي، ويبدو أن المخرج لم يحب أن يقتل هذه الشخصية فهرّبها من المشفى إلى حارة الضبع...بعض المشاهدين تندّر وقال ربما أم جوزيف كانت تلبس درعا واقيا فلم يؤثر فيها الرصاص بينما شبه مقتلها آخرون بمعارك المسلسل التركي وادي الذئاب، فمهما نالت الرصاصات من جسد أحد أفراد المتصارعين لن يموت أبدا لقدرة جسده الخارقة على الصمود والحياة...
ومن الأحداث المفاجئة إيجاد جثة أبو شهاب وتعرف أهل الحارة عليها في الحلقة العاشرة بعد غياب غامض لفترة طويلة..
البعض رأى أن هذه الأحداث ملفقة، فلا نعرف كيف تموت الشخصيات وكيف تعود إلى الحياة عبر حبكات ضعيفة تستخف بعقول المشاهدين والهدف منها إبقاء الشخصيات المحبوبة بالمسلسل لشد الناس وإبقاء الحدث ساخنا، فبعد موت بعض الشخصيات الأساسية يهبط إيقاع العمل دراميا وتعود ثرثرة نساء الحارة إلى السيطرة ما يؤدي إلى إعادة إحياء بعض هذه الشخصيات دون أن نراها أي يتم إبقاؤها فاعلة رغم غيابها حفاظا على جماهيرية العمل ...
ولفاعلية شخصية أبو عصام وشخصية أبو شهاب في باب الحارة وعدم استطاعة صناع العمل قتلهما بشكل كامل أقترح منح نسبة من الأرباح إلى الفنانين عباس النوري وسامر المصري لمساهمتيهما الكبيرتين في تسويق وإنجاح المسلسل!!