السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إن كلمة الانتباه كان لها من الاستخدامات ما هو أكثر من أي كلمة أخرى في علم النفس و كثيرا ما كان ينظر إليها على أنها شيء له جانبه المركز و جانبه الانتقائي فقد استخدمت الكلمة لتشير إلى العمليات التي تحدد درجة الفعالية التي يمكن لها لمجال الإثارة أن يتحكم في السلوك ككل و من ناحية الأخرى فقد طبقت كلمة على عمليات التي تحدد أي العناصر في مجال الإثارة يمكن أن يحدث تأثيرا فعالا في السلوك .
1- تعريف الانتباه : من تعاريف الانتباه ما يلي : * أوضح ملفين ماركس ( 1976 ) أن الانتباه هو :
- وضوح الوعي أو بؤرة الشعور .
- استعداد لدى الكائن الحي للتركيز على كيفية حسية معنية مع عدم الالتفاف للتنبيهات الحسية الأخرى .
- الانتباه مجموعة من الاستعدادات الحركية التي تسير استجابة الكائن الحي .
- الانتباه تركيز و انتقاء و اختبار.
* عرف " بوسنر " و " بوي " أن الانتباه هو << بؤرة الشعور الفرد حول الموضوع الانتباه >> . و منها أيضا أن الانتباه هو << تهيؤ عقلي معرفي انتقائي تجاه موضوع الانتباه >> .
* و هناك تعريف آخر للانتباه هو << استخدام الطاقة العقلية في عملية معرفية أو هو توجيه الشعور و تركيزه في شيء معين استعدادا للملاحظة أو أدائه أو التفكير فيه .
* و من هذه التعاريف نستخلص أن الانتباه هو استعداد للتركيز و الانتقاء و الاختيار لاستجابات الفرد . و هو عملية عقلية قابلة لتغيير و تعديل اتجاهها .
2 - أنواع الانتباه :
يتقسم الانتباه إلى 3 أنواع و هي الانتباه الاعتيادي التلقائي و الإرادي و اللاإرادي :
- الانتباه التلقائي الاعتيادي : يشار إلى الانتباه الاعتيادي بأنه التركيز المعتاد و التلقائي لوعي الفرد و هو الانتباه لا يبذل الفرد في سبيله جهدا و سمي بهذا الاسم ذلك لأنه عاداتنا التي اكتسبنها من خبراتنا السابقة التي تحدد الموقف التي تستجيب لها .
إننا دائما نقع تحت تأثير عدد من المثيرات لا نهاية لها .و أن أدمغتنا تختار المثيرات المهمة فمثلا عالم الطبيعة يشعر بمتعة و هو يقضي ساعات في قراءة موضوعات متعلقة بمجاله فإن الجهاز العصبي يخزن المعلومات الحسية بشكل مؤقت بغير نظام أو ترتيب و من بين جميع المثيرات فإننا فقط إلى تلك التي تقرر عملياتنا العقلية العليا بأنها ذات صلة بالعمليات السيكولوجية المؤثرة فينا في تلك اللحظة .
- الانتباه اللاإرادي : يحدث الانتباه اللاإرادي حينما تفرض بعض المنبهات الخارجية أو الداخلية ذاتها علينا كما يحدث كثيرا مثلا عندما نسمع صوت الانفجار فإننا ننتبه بطريقة لاإرادية و يتميز هذا النوع من الانتباه بأنه لا يتطلب مجهودا ذهنيا منك بل على العكس فانه يشدد انتباهك لمنبهات شديدة كالأصوات و الأضواء الشديدة و الروائح النفاذة ، هنا يفرض المنبه نفسه علينا فيرغمنا على اختياره و التركيز عليه دون غيره من المنبهات .
- الانتباه الإرادي : يحدث الانتباه الإرادي حينما نتعمد بإدراكنا توجيه انتباهنا إلى شيء ما و يتطلب هذا النوع من الانتباه مجهودا ذهنيا كانتباهك إلى محاضرة أو إلى حديث جاف يدعو إلى الضجر ، و أنت حينما تركز انتباهك في استذكار دروسك و حصر حواسك و تفكيرك في الموضوع الذي تقرؤوه و يستلزم استمرار هذا الانتباه الإرادي مدة طويلة ، وجود دافع قوي لدى الفرد لاستمرار بذل المجهود في الانتباه مدة طويلة ، و هذا النوع من الانتباه لا يقدر عليه الأطفال في العادة إذ ليست لديهم القدرة و الصبر و ليس لديهم قوة الإرادة ما يحملهم على بذل الجهد و احتمال المشقة الوقتية في سبيل هدف أبعد لذا يجب أن تكون الدروس التي تقدم إليهم قصيرة شائعة أو ممزوجة بروح اللعب .
3 – خصائص الانتباه : يتسم الانتباه بعدة خصائص تتضح فيما يلي :
- الانتباه عملية إدراكية مبكرة : إذ يهتم الإحساس بالمثيرات الخام بينما يهتم الإدراك بإعداد هذه المثيرات تفسيرات و معاني اما انتباه فانه يقع في منزلة بين الاحساس و الإدراك و لذا يطلق على الانتباه بأنه عملية إدراكية مبكرة .
- الإصغاء : و يعد الخطوة الأولىفي عملية التكوين و تنظيم المعلومات حيث انه استكشاف للبيئة المحيطة و يتطلب الإصغاء لبعض الأحاديث أو الأفعال و تركيز الانتباه عليها .
- التموج : و يشير إلى كون المثير مصدر البيئة رغم استمرار وجوده ، و قد يتلاشى تاثير اذا ظهر مثير و خبئ ثم يعود المثير الرئيسي للظهور مرة أخرى بانتهاء وجود المثير الدخيل .
- التعقب : و يراد به الانتباه المتصل أي يمر المتقطع للمنبه ما أو التركيز على تسلسل موجه للفكر عبر فترة زمنية و المستوى المعقد فيه – في القدرة على التفكير في فكرتين أو أكثر أو نمطين في المنبهات أو أكثر في وقت واحد و على نحو متتابع دون الخلط بينهما أو فقدان احدهما .
- التذبذب : و هو يشير إلى أن مستوى شدة مصدر المثير فمثلا نلاحظ تذبذب انتباه الفرد بين الشدة والضعف أثناء متابعة لتعليم سينمائي تبعا لاختلاف قوة الإحداث الفيلم .
- التركيز : ويمثلالتركيزفي اتجاه الفرد بفعالية و اجابية أو اهتمام أي تنبيهات حسية المعينة او إرشادات معينة و إهمال إرشادات الأخرى يكون ذلك دائما قصديا و بؤريا و مركز على منبه واحد من المنبهات التي تقع في مجال الإدراك الفرد أو منتشرا بحيث يستطيع الفرد الاحتفاظ بمشاهد مبعثرة عبر كل شيء يحدث حوله أو إن يتخذ الشخص موقف وسطا .
- الاختيار و الانتقاء : إذ إن الفرد لا يستطيع إن ينتبه لجميع المنبهات المتباينة دفعة واحدة و لكنه يبقى و يختار منها ما يناسب حاجته و حالته النفسية إذ إن الانتباه هو اختيار لأحد أو لبعض المنبهات الحسية من بين المنبهات الأخرى سوى كانت في البيئة الخارجية أو الداخلية .
- عملية الإحاطة : و هي تتسم بالأساس الحسي و التي قد تكون سمعية أو بصرية و تتمثل في تحركات العينين معا عبر المكان أو الصور التي تواجهها أو في إنصات الأذن أكل ما يصل إليها من أصوات و محاولة جمع شتاتها أي إن الإحاطة تعد عملية فسح للعناصر التي توجد بهذا المكان و كذلك للأصوات التي تصر إليه .
4- العوامل المأثرة في انتباه :
- المحددات الداخلية للانتباه : هناك عوامل مختلفة مؤقتة أو دائمة تهيئ الفرد للانتباه إلى موضوعات خاصة دون غيرها من أهم هذه المحددات الداخلية هي :
1) الدوافع : إن لدوافع الإنسان و حاجته و رغباته أهمية كبيرة في توجيه انتباهه إلى المواقف و الأشياء و الأحداث الملائمة لإشباعها .
2) التهيؤ أو المواجهة الذهنية : إذا كان الفرديريد كتابا محددا فعندما يدخل إلى المكتبة يكون أول شيء يراه .
3) مستوى الحفز و الاستثارة الداخلية : لابدمن توفر مستوى من الحفز والاستثارة التي تحرك طاقة الفرد لكي يتم جذب الانتباه لمنبه معين
4) الاهتمامات و الميول : تعد الاهتمامات و الميول للأفراد من أهم المحددات الداخلية للانتباه .
5) الراحة و التعب : يرتبطالتيقظبالراحة على حين يؤدي التعب إلى نفاد الطاقة الجسمية و العصبية و ضعف القدرة على التركيز الانتباه . ( محمد جاسم ، 2004 ، ص 208 )
- المحددات الخارجية للانتباه : تدور هذه العوامل حول تركيز الانتباه على ما يتصل بحاجتنا و رغباتنا و قيمنا و دوافعنا و توقعاتنا من المنبهات
وتتمثل أهمية المحددات الخارجية لجدب الانتباه في كل من :
1) الحركة : إن النظر إلى الأشياء المتحركة بجدب الانتباه و اكتشاف الحركة الذي يعتمد على الخلايا العضوية يجعل الحركة تمثل تنبيهها .
2) شدة المنبه : الواقع إن انتقاء المعلومات لا يحدث بشكل عشوائي فشدة المنبه ما من شانها ان تجذب الانتباه إليه دون غيره من المنبهات اقل شدة .
3) الجدة و الحداثة : إن المنبهات الجديدة التي تدخل في خبرة الأشخاص لأول مرة تجذب انتباهه أكثر من المنبهات المألوفة لديه .
4) طبيعة المنبه : يختلف انتباهنا باختلاف طبيعة المنبه و يقصد بطبيعة المنبه نوعه و كيفيته أي هل هو المنبه البصري السمعي .
5) موضوع المنبه : إن القارئ العادي أميل إلى الانتباه إلى النصف الأعلى من الصفحات الجريدة التي يقرؤها منها إلى الانتباه إلى النصف الأسفل أو الأيمن .
6) تغير المنبه : المنبه المتغير أكثر لفتا من المنبه الذي يظل ثابتا على حالة واحدة و على سرعة واحدة .
7) حجم المنبه : إلى الحجم الأكبرشيء ما هو أكثر انتباه من الأشياء الصغيرة .
8) التباين أو التضاد : كل شيء يختلف اختلافا كبيرا يوجد في محيط من الأرجح أن يجدب الانتباه .
9) إعادة العرض : يؤدي عرض المنبه إلى إثارة الانتباه .
10) الاعتياد أو التنبيهات الشرطية : إن التنبيهات التي تكونت الاستجابة لها غير خبرات مثل اسم الشخص أو البلدة أو لهجة مألوفة له تثير انتباه .
5- مظاهر العجز في الانتباه و صعوباته :
- عدم الانتباه : و يظهر في :
* كثيرا ما يعجز عن الانتباه الدقيق للتفاصيل أو يرتكب أخطاء إهمال في العمل المدرسي أو الأنشطة الأخرى .
* كثيرا ما يجد صعوبة في إدامة الانتباه في المهام المكلف بها أو في أنشطة اللعب .
* كثيرا ما يبدو غير مصغ عندما يتحدث إليه احد بشكل مباشر .
* غالبا لا يواصل إتباع التعليمات ، و يعجز عن إكمال العمل المدرسي ، أو العمل اليومي ( ليس بسبب العناد أو العجز عن فهم التعليمات ) .
* كثيرا ما يجد صعوبة في تنظيم المهام و الأعمال .
* كثيرا ما يتجنب أو يكره أو ينفر من الاشتراك في المهام التي تتطلب جهدا ذهنيا متصلا ( مثل العمل المدرسي أو الواجب المنزلي ) . * كثيرا ما يضيع الأشياء الضرورية لأعماله و أنشطته ( مثل الدمى أو الواجبات المدرسية المطلوبة أو الأقلام أو الكتب أو الأدوات ) .
* غالبا سهل التشتت بالمثيرات الخارجية .
* كثير النسيان في نشاطاته اليومية .
- الاندفاعية ( عدم التروي) : الاندفاع سمة أساسية لدى ذلك الطفل فنجده كثير المقاطعة للآخرين ، كما انه يجيب بدون تفكير عن الأسئلة قبل استكماله و يريد أن تجاب مطالبه في الحال ، و يرفض انتظار دوره في اللعب أو غيره مع الأطفال الآخرين بالإضافة الى انتقاله سريعا من نشاط أو عمل لأخر قبل أن ينهيه . و كذا يقوم ببعض الأفعال التي تعرض حياته للخطر كالقفز من أماكن المرتفعة أو الجري في شارع مزدحم بالسيارات.
- النشاط الزائد : يظهر سلوك النشاط الزائد من خلال المظاهر المتمثلة بسلوك الفوضى و المشي في غرفة الصف ، و تحدث الى الزملاء ، و عدم الامتثال للتعليمات ، و نقل المقعد من مكان الى أخر أو تغييره ، و مغادرة الصف دون استئذان، و الكتابة على الحائط ، و التأخر عن موعد الدرس ، هز الجسم أثناء الجلوس ، و أخد ممتلكات الآخرين ، و إصدار أصوات غير مفهومة ، و الضحك بطريقة غير مناسبة ، و اللعب بممتلكات الغير و الغناء والصفير ، و التململ بعصبية . ( خولة احمد يحي ، 2003 ، ص180 )
- القابلية للتشتت :أي عدم قدرة الطالب على تركيز انتباهه مدة كافية في المثير المعروض وقد يرجع هذا لأسباب عضوية أو نفسية مردها ضيقه أو ملله أو عجزه عن فهم المثير.
:- تثبيت الانتباه : ويقصد بها ثبات انتباه الطالب على مثير معين لأنه يستهويه أو عدم تمتعه بالمرونة الكافية لنقل انتباهه بين المثيرات المختلفة
6- العوامل المؤدية الى تشتت الانتباه :
لقد أجريت عدة دراسات تفسر سبب اضطراب تشتت الانتباه ، فإلى حد الآن تعتبر الأسباب الحقيقية المسؤولية عن هذا الاضطراب معقدة للغاية و غير مفهومة تماما ، و ذلك باختلاف الوسائل و الطرق المعتمدة عليها . فيمكن تقسيم العوامل إلى ثلاث أقسام رئيسية هي :
العوامل البيولوجية ، العوامل الوراثية ، العوامل النفسية الاجتماعية ، و سنسلط الضوء عليها في مايلي :
6-1- العوامل البيولوجية : و هذه الأسباب ترجع لوجود خلل في وظائف المخ المسؤولة عن الانتباه ، أو الاختلال في التوازن الكيميائي للناقلات العصبية و لنظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ و هي كالأتي : أ- خلل وظائف المخ : يقول نوسياوم و بيجلير 1990 م أن الفص الجبهي الأيمن هو المسؤول عن ضعف القدرة عن التركيز ، و الاندفاع ، و تأخر الاستجابة ، و التردد في اتخاذ القرارات . حيث يقل تدفق الدم في الفص الجبهي الأيمن لدى هؤلاء الأطفال عند تركيز انتباههم لأي منبه ، ويعود تدفق الدم لحالته الطبيعة عندما يتحول الانتباه الى منبهات أخرى . فعن طريق استخدام الرنين المغناطيسي m r l لتحديد جوانب الضعف التشريحية ، وجدت دلائل على نمو شاد في الفص الجبهي ، وانقلاب اللاتناسق في رأس النواة الذيلية ، أو عدم اللاتناسق بين نصفي كرة المخ الأيمن والأيسر لدى الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه والنشاط الزائد. وتشير الدراسات الالكترونية الفيزيولوجية الخاصة بذوي اضطراب عجز الانتباه والنشاط الزائد وجود جواب شذوذ في الكثافة المنخفضة لموجات ألفا، أو غياب موجات ألفا جيدة التنظيم ،أو مقادير صغيرة من موجات بيتا. و في التحليل الكمي لرسم المخ الكهربائي qeeg و بالنسبة للأطفال ذوي عجز الانتباه و النشاط الزائد وجدت الزيادة في النشاط الموجة البطيئة تيثا ، مع فقدان نشاط الموجة السريعة بيتا خلال المهام التي تتطلب التركيز .
ب – الخلل الكيمائي في الناقلات العصبية : حيث توجد اختلافات في نشاط الدوبامين ب ، و الهيدوركسيلاس ، و هذا الأنزيم هو المسؤول عن نقل الدوبامين الى النور بنفرين في المسار التركيبي لأمنيات الكاتشو لامين ، حيث أن نقصه يؤدي الى تشتت الانتباه . فالنور بنفرين هو الذي يعمل على إعادة التوازن الكيميائي للناقلات العصبية .
6-2- العوامل الوراثية : تلعب العوامل الوراثية دورا هاما في إصابة الأطفال بهذا الاضطراب . إما بطريقة مباشرة ، من خلال نقل الموروثات التي تحمل خصائص تشتت الانتباه التي تؤدي الى تلف أو ضعف بعض المراكز العصبية بالمخ أو بطريقة غير مباشرة ، عن طريق نقل الموروثات بعيوب تكوينية تؤدي الى تلف أنسجة المخ بما في ذلك المراكز العصبية الخاصة بالانتباه ، حيث يكثر وجوده في الأقارب الدرجة الأولى و الإخوة الأشقاء للأطفال المصابين أكثر من العاديين ، فحوالي 50 % من الأطفال المصابين باضطراب الانتباه يوجد في أسرهم من يعاني من هذا الاضطراب .
و قد تبين أن آباء الأطفال المصابين بتشتت الانتباه يعانون من اضطرابات في المزاج و القلق ، وصعوبات التعلم ، و يدمنون على المخدرات ، أو لديهم شخصية عدوانية ، واضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع أنجبوا أطفالا يعانون من تشتت الانتباه و كثرة الحركة ، و يرى كل من جونز و سميث 1974 م انه تزداد حالات الاضطراب في الانتباه لدى الأطفال الذين تكثر أمهاتهم شرب الكحوليات .
6-3- العوامل النفسية و الاجتماعية : اختلفت نظرة الباحثين لهذه الفئة من الأطفال ( فيرى كل من باركي و رووس – وردس 1982 م أنه ربما يكون سبب حدوث اضطراب الانتباه راجعا الى عوامل أسرية و بيئية و التي تتمثل في أساليب تربية الطفل و المؤثرات العائلية ) . و من الطبيعي أن تكون الظروف الأسرية و كذا التربوية غير ملائمة سببا لنقص الانتباه ، فالأسرة تعتبر البيت الأول الذي يطبع فيه الطفل منذ ولادته في رعايتها ، وتلقينه أساليب التنشئة الاجتماعية ، و من الممكن أن يصبح أي شيء يعوق عملية التنشئة الاجتماعية مصدرا للضغط و الاضطراب النفسي ، و لا شك أن التنشئة الاجتماعية غير السوية تخلق إحباطات و توترات لدى الفرد .
و حتى يعيش الطفل في ظروف هادئة و مستقرة خالية من الاضطرابات ، ينبغي أن يكون الجو الأسري مستقر ، و يقول بيرت : إن أبشع العوامل و أكثرها خطرا أو تدميرا هي العوامل التي تدور حول حياة الأسرة و الطفولة . و تتخلص هذه العوامل في مجموعة من الأسباب يتم عرضها فيما يلي :
- عدم الاستقرار الأسري فالأسرة غير المستقرة من النواحي الاقتصادية ، و الاجتماعية ، و النفسية ، ويكون أطفالها أكثر عرضة نقص الانتباه
- سوء الانسجام الأسري و التوتر الذي يسود العائلة و ينتشر هذا خاصة في الحالات طلاق الوالدين و التصدع الأسري و كذلك النزاعات و الشجار بين أفرادها .
- سفر احد الوالدين أو وفاته .
- سوء المعاملة الوالدية .
- الحرمان العاطفي .
- الغيرة فعندما يرى الطفل بان الاهتمام قد اصرف عنه الى طرف أخر ( الأخ ) ، فيلجا الى لهذه الحركات التي يقوم بها لجلب انتباه الآخرين و الاهتمام به حيث يعاني من مشاعر سالبة عن الذات لأنه غير مرغوب فيه .
- خبرة دخول الطفل حيث يظهر اضطراب الانتباه عند الطفل بدخوله الى محيط الروضة ، حيث تعتبر بيئة جيدة و معقدة و معقدة بالنسبة له مقارنة بجو الأسري ، و تكون السلطة الجديدة في الروضة عبئا جديدا يحتل مكانا لأول مرة في حياته ، مما يؤدي الى تشتت انتباهه و عدم التركيز لأمر محدد .
ارجو ان ينال اعجابكم