السلام عليكم
تعتبر مربية رياض الأطفال في المقام الثاني بعد الأم ، و لهذا فان الاتجاه السائد هو ضرورة أن يتولى العمل في رياض الأطفال معلمات لا معلمون ، و ذلك أن المرأة هي أكثر حنان عليه و الأقرب الى نفس الطفل ، و هي كذلك بطبيعتها اقدر على فهم و الصبر عليه والانسجام معه و إرضاء حاجته .
و في هذا المبحث سنتطرق الى تعريف المربية ، الشروط والخصائص التي يجب توفرها في المربية ، أدوارها ، القواعد التربوية للمربية في تعليم الأطفال ، الأهداف التي تسعى إليها ، مشكلاتها ، و أخيرا علاقتها بالطفل .
1- تعريف مربية رياض الأطفال :
* تعرفها هدى الناشف(1997) بأنها : هي المسؤولة عن كل ما يتعلمه الطفل إلى جانب مهمة توجيه عملية النمو لكل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتها.
* يرى عكاشة عبد المنان الطيبي (1999) أنها : تلك الإنسانة المسؤولة عن إعداد الطفل للرقي به إلى مستوى يصبح معه قادرا بدوره على تحمل المسؤولية ، كما تعمل على التمهيد لإعداد طفل سليم خال من الترهات والأباطيل.
* يعرفها محمد كامل عبد الصمد (2001) بأنها: هي الأم البديلة التي تتعامل مع الأطفال تركوا منازلهم وأمهاتهم لأول مرة.
* يعرفها سيد صبحي (2003) بأنها : هي التي تمثل حجر الزواية باعتبارها معلمة داخل الروضة بحيث تصبح عملية تنمية مهارتها من الأمور الضرورية، حتى تستطيع التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة المبكرة المهمة من عمر الطفل فهي مفتاح النجاح في العملية التربوية للأطفال.
* يعرفها شبل بدران وحامد عمار : هي المربية التي يتم حسن انتقائها واختيارها على أساس سماتها الشخصية والخلقية، الانفعالية والعاطفية ومحبة الأطفال من أجل أن تنجح في مهمتها المستقبلية في تحقيق برامج تربوية وهذا يؤدي إلى نجاح الروضة واستمرارها.
* كما يعرفها عاطف عدلي(2004) : أهم عنصر في العملية التربوية فهي التي تتعامل مع الأطفال وهي التي تنفد وتكيف الموقف التعليمي وتختار التعلم المناسب.
* وقد أجمع العلماء والباحثون في هذا المجال على إعطاء مفهوم شامل ومحدد عن مربيات رياض الأطفال:
هي التي تقوم بتربية الطفل في مرحلة الروضة وتسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهاج مراعية الخصائص العمرية لتلك المرحلة، كما تقوم بإدارة النشاط وتنظيمه داخل غرفة النشاط وخارجها،إضافة إلى تمتعها بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها من مربيات المراحل العمرية الأخرى، لأنها تقابل الطفل على أنه حديت العهد بهذا الوسط الجديد وخائف منه مع ذلك فإنه يرغب في الانطلاق نحو تجربة جديدة مزودا بكل أحاسيسه وعقله.
* تعريف مراد زعيمي : المربي الحق حامل رسالة من أقدس الرسالات و أشرفها فهو مثقف معقول , و منشئ النفوس و باني الأجيال ، إن المربية ورغم الاختلاف في إعطاء تعريفات لها تعتبر المحور الأساسي في عملية التربية في سن الروضة مهمتها تزويد الأطفال بالمعلومات و المهارات اللازمة لإعدادهم لخوض غمار الحياة .
* المربية هي الأم البديلة المؤقتة للأطفال تمنحهم رعايتها و حبها وعطفها فلا تعمل على زجرهم و حرمانهم من النشاط إذا ما ارتكبوا مخالفة لأن ذلك من شأنه انتزاع الثقة والمحبة من قلوبهم ، و يولد في نفوسهم الكراهية و عدم الاستقرار.
* و من هذه التعاريف نستنتج أن المربية هي الأم البديلة و هي التي تقوم بتربية الطفل في مرحلة الروضة , و تسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهاج مراعية إلى الخصائص العمرية لتلك المرحلة و هي التي تقوم بإدارة النشاط وتنظيمه داخل غرفة النشاط و خارجها إضافة إلى تمتعها بمجموعة من الخصائص الشخصية و الاجتماعية والتربوية التي تميزها عن غيرها من معلمات المراحل الأخرى .
2- الشروط و الخصائص التي يجب توفرها في مربية رياض الأطفال :
إذا نظرنا إلى الأدوار التي تقوم بها المربية داخل الروضة لوجدنا أنها لا تتوقف عند التعليم فقط بل هي مربية بالدرجة الأولى، فإذا استطعنا رفع المستوى الثقافي لها عن طريق برنامج تربوي فإنه من الصعب تغيير خصائص متأصلة فيها يمكن أن تحاول إقامة علاقات سوية مع الأطفال تساعدهم على تحقيق الأهداف المرجوة للمرحلة وفي مايلي الخصائص التي ينبغي أن تتوفر في مربيات رياض الأطفال:
2-1- الخصائص الشخصية :
* حبها للأطفال وللمهنة.
* الجرأة وسعة الخاطر.
* حبها للتجديد والاستكشاف.
* القدرة على التعبير وكسر الروتين.
* الآلفة بحيث تبني علاقات بالأطفال على التفاهم والمودة والحب.
* العمل على أن تكون همزة وصل بين الطفل والأسرة لتحقيق الأهداف المرجوة.
* الكفاءة الفنية والمهنية والاستعداد الشخصي لهده المهنة.
* أن تكون ذات شخصية قوية يمكنها أن تؤثر على الطفل.
* يفضل أن تكون امرأة بدل من الرجل، لان غريزة الأمومة أقرب لمشاعر الطفل.
2-2- الخصائص الجسمية :
* أن تكون سليمة الجسم والحواس.
* أن تكون صحتها جيدة لا تعرقل حركتها في القيام بعملها .
* أن تكون لغتها سليمة ونطقها صحيح خالي من عيوب الكلام .
*أن تكون نشطة و مرحة ,خفيفة الروح لتجعل الطفل متفائلا و مبتسما .
* أن تتمتع باللياقة البدنية حيت يتوقع منها الأطفال أن تشاركهم لعبهم و نشاطهم .
* أن تهتم بمظهرها و هندامها دون المبالغة .
2-3- الخصائص الخلقية :
* أن تكون متقبلة لقيم المجتمع و عاداته وعلى قدر من التوافق معها .
* أن تحترم أخلاقيات المهنة وتلتزم بقواعدها وتعتز بالانتماء إليها.
* أن تكون مقتنعة بعملها كمعلمة رياض أطفال.
* أن تكون قادرة على نقد الذات وعدم تبرير التصرفات الخاطئة.
* أن تعمل على تقوية الروح الدينية في نفوس الأطفال وتنشئهم في ظل تعاليم دينية.
* أن تجعل من نفسها قدوة حسنة في تصرفاتها تقديرا منها للدور الكبير الذي تلعبه في بناء شخصية طفل الروضة وتوجيه سلوكه.
2-4- الخصائص العقلية :
* أن تكون على قدر من الذكاء يساعد على التصرف الحكيم وحل المشكلات التي تصادفها في المواقف التعليمية المختلفة.
* أن تتميز بدقة الملاحظة التي تمكنها من ملاحظة أطفالها وتقييم تقدمهم اليومي.
* استغلال كل فرصة لمساعدتهم على النمو بشكل شامل ومتكامل.
* أن تكون لديها القدرة والقابلية لإدراك المفاهيم الأساسية في العلوم والرياضيات، واللغة والفنون والأدب.
* أن تكون متحمسة لمعرفة نظريات علم النفس والتربية وعلم الاجتماع وغيرها من مجالات الدراسة التي يتضمنها برنامج الإعداد التربوي.
* أن تكون قادرة على الابتكار والتجديد المستمر في الجو التعليمي وفي طبيعة النشاط ونوعية الوسائل التعليمية.
* أن تدرك بأن مجال العمل في رياض الأطفال يحتاج إلى المتابعة الواعية للفكر التربوي المعاصر.
* أن تحرص على مواصلة الدراسة والإطلاع والنمو المهني كمعلمة الأطفال في سن ما قبل المدرسة.
2-5- الخصائص النفسية و الاجتماعية :
* أن تكون درجة كبيرة من الصبر و الهدوء متميزة بالضبط الانفعالي.
* أن تكون لديها القدرة على إقامة علاقات اجتماعية متعددة تمكنها من التعامل مع أولياء الأمور و المؤسسات المختلفة التي لها صلة بعملها
* أن تكون لديها رغبة حقيقية للعمل مع الأطفال بكل عطف و صبر، بحيث تتيح لهم فرص التعبير عن أنفسهم و مشاعرهم و رغباتهم.
* تجنب الق*** في تهذيبها لسلوك الأطفال، وحسن الإثابة والمدح عند قيامهم بأفعال حسنة.
* التمتع بروح الدعابة والمرونة والمرح والثقة بالنفس.
* التفاني والإقبال على العمل بكل حماس وإخلاص.
* التعاون الوثيق مع جميع العاملين في الروضة.
3- أدوار مربية رياض الأطفال :
تقوم مربية رياض الأطفال بأدوار عديدة و تؤدي مهاما كثيرة و متنوعة لأنها مسؤولة عن كل ما يتعلمه الطفل بحكمها نائبة عن الوالدين و المجتمع في نفس الوقت لذلك يترتب عليها القيام بالأدوار الأتي ذكرها :
3-1- دور المربية كبديلة للام :
دور مربية الروضة لا يقتصر على التدريس و تلقين المعلومات للأطفال فقط بل لها ادوار ذات وجوه و خصائص متعددة فهي بديلة للام من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم و منازلهم لأول مرة , ووجدوا أنفسهم في بيئة جديدة و محيط غير مألوف لذا فان مهمتها مساعدتهم على التكيف و الانسجام .
-2- دور المربية كممثلة لقيم المجتمع :
إضافة إلى ذلك فهي ممثلة لقيم المجتمع, و عليها مهمة التنشئة اجتماعية مرتبطة بقيم و تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه , و تستخدم الأساليب المناسبة .
3-3- دور المربية في التربية و التعليم :
كما أن دورها يجب أن يكون دور المربية الخبيرة في فن التدريس, حيث أنها تتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر و الإلمام بطرق التدريس الحديث.
3-4- دور المربية كقناة اتصال بين الروضة و المنزل :
المربية حلقة اتصال بين الروضة و المنزل ، فهي القادرة على اكتشاف خصائص أطفال ، و عليها مساعدة الوالدين في حل المشكلات التي تعترض طريق أبنائهم في مسيرتهم التعليمية .
3-5- دور المربية كمسؤولة عن إدارة الصف و حفظ النظام فيه :
من أساسيات العمل التربوي للمعلمة توفير النظام المرتبط مع الحرية في رياض الأطفال ، و تعد الفوضى من اكبر المعوقات في العمل ، و المربية الناجحة هي التي تقوم بالجمع ما بين انضباط الطفل و حريته ، و تشجعه على التعبير الحر الخلاق و تغرس في روحه حب الطاعة .
3-6- دور المربية كمعلمة و متعلمة في وقت ذاته :
على معلمة الروضة أن تطلع على كل ما هو جديد في مجال التربية و علم النفس النمو و أن تجدد من ثقافتها و تطور من قدرتها متابعة الأساليب التربوية الحديثة .
3-7- دور المربية كموجهة نفسية و تربوية :
تقوم المربية بتحديد قدرات الأطفال و اهتماماتهم و ميولهم و توجه طاقاتهم و بتالي تستطيع تحديد الأنشطة و الأساليب و الطرائق المناسبة لتلك الخصائص ، و التي تميز كل طفل ، كما لا بد من المربية من تحديد المشكلات التي يعاني منها الطفل ، و القيام بالتعاون مع المرشد النفسي في علاج تلك المشكلات ، و اتخاذ التدابير الوقائية للطفل قبل ظهور مشكلات نفسية أخرى .
3-8- دور المربية في الوقاية الأمنية للطفل :
تعمل مربيات رياض الأطفال على توجيه الطفل إلى إتباع مهارات السلوك الأمن و متابعة حركاتهم و تصرفاتهم وقاية لهم و حرصا منها على سلامة إجراء الأنشطة التعليمية و الترويجية ، و كي تقوم بهذه المهام فإن عليها فحص كل مناطق الأنشطة يوميا وقبل وصول الأطفال ثم أثناء انشغالهم باللعب ، حتى تتأكد من عدم وجود مخاطر ، كالأشياء الحادة ، و المواد الخطرة التي قد تتعرض للسقوط ، و تعرض للصدمات الكهربائية ، الحروق ، الجروح ، المواد السامة.
كما تسعى لتعليمهم كيف يحققون الأمان لأنفسهم في حجرة الدراسة و في الملعب و في الطريق العام من خلال توظيف خبرات الأمان التي يكتسبونها بحيث يتعلم الأطفال.
3-9- تنمية روح الجماعة بين الأطفال في الروضة :
تشكل الفصل المدرسي ،و تتحلى فيه أول عناصر التماسك في الجماعات الداخلية القائمة على الصداقة والاهتمامات التلقائية التي تربط بين قلة من الأطفال. ثم تتدرج الأمور بفضل الروح الجماعي لدى جميع الأطفال بقولهم (نحن)،(روضتنا).......طالما تشبع الجماعة حاجات الأطفال الجوهرية فتزيد قيمتها وأهميتها
بالنسبة لكل فرد من أفرادها ,و هذا ما يزيد من ثبات الجماعة و قوة دوافعها, و بتالي تنقسم المسؤوليات وتوزع الأدوار وفقا لكل الحاجات الداخلية والأماني الجماعية وبتالي تحقق للأطفال الصحة النفسية في الروضة مما يشجعهم على التعلم الفعلي .
4- قواعد تربوية لمربية الروضة في تعليم الأطفال :
* تحاشي الإحباط و التوبيخ للأطفال أثناء عملية التعليم لان ذلك قد يتسبب في إعاقة تحصيلهم و زوال رغبتهم في التعليم .
* تحاشي اختيار المجيب من الأطفال قبل إلقاء السؤال فقد ينجم عن ذلك شعور بالغيرة أو إحراج لمن وقع عليه الاختيار .
* الاهتمام بإنجاز الأعمال السابقة قبل إعطاء الأطفال أعمالا جديدة .
* ربط الدروس ببعضها البعض قدر الإمكان مما يسهل تثبيت المعلومات في أذهان الأطفال .
* الاهتمام بعرض الحقيقة أولا بصورة إجمالية ثم تفصيلها و شرحها ثم العودة إلى المجال مرة أخرى .
* إثارة و تشويق الأطفال و اجتذاب انتباههم .
* التدرج في كل درس من السهل إلى الصعب .
5- الأهداف التي تسعى إليها مربيات رياض الأطفال :
تسعى المربية داخل الروضة كونها معلمة جاهدة لتحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهاج وفقا لمراعاتها الخصائص التي يتميز بها الطفل في هذه المرحلة العمرية ومنها :
* مساعدة الطفل على اكتساب شعور الانتماء للأسرة و المجتمع .
* مساعدة الطفل على تكوين مفهوم ايجابي عن الذات .
* تسعى إلى تنمية إحساس الطفل بالمسؤولية و الاستقلالية .
* تساهم في اكتسابه اتجاهات ايجابية نحو البيئة المحيطة .
* مساعدته على تنمية جميع حواسه و استخدام جسمه و التحكم فيه بمهارة و إحساس متزايد بالثقة .
* اكتسابه بعض المهارات الأساسية اللازمة للحياة .
* توفير الحرية للطفل و التعبير عن رأيه .
* مساعدة الأطفال إدراك حاجاتهم الجسمية و المحافظة على أبدانهم و تقويتها من خلال تنمية عادات صحية سليمة في المنزل و الشارع و الروضة .
* مساعدة الأطفال على غرس العقيدة الإسلامية في نفوسهم و ترسيخ الإيمان بالله في قلوبهم و تنمية اتجاهات ايجابية نحو الدين.
6- مشكلات مربيات رياض الأطفال :
من أهم المشكلات التي يمكن أن تواجه مربيات الروضة مايلي :
6-1- مشكلات تتعلق بها شخصيا :
* شعورها بتدني مكانتها الاجتماعية متأثرة بنظرة المجتمع لمهمة التعليم التي باتت تحتل موقع متدنيا في السلم المهني .
* عدم تناسب ما تتقاضاه من راتب مع ما تبدله من جهود و ضعف الحوافز و المكافآت .
6-2- مشكلات تعيق أدائها المهني :
* كثرة عدد الأطفال في الصف .
* عدم القدرة على السيطرة عليهم بسبب عدم تأهيلها بشكل ملائم .
* المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها .
* عدم وجود علاقة جيدة مع زميلاتها بالعمل .
7- علاقة المربية بالطفل :
* تعمل على توفير المناخ النفسي الذي يشعر الطفل بالاطمئنان و الاستقرار العاطفي .
* تعتني بحاجات الأطفال الأساسية و تراعي مطالب نموهم .
* تراعي الفروق الفردية بين الأطفال .
* تحرص على إيجاد الفرص لكل طفل لتحقيق ذاته و أقصى إمكاناته .
* تحترم الأطفال و تشعر كل واحد منهم بأهميته .
* تهيئ الفرص للأطفال لتكوين علاقات اجتماعية سوية مع الأقران و الكبار .
* تحسين استعمال الطرق الإيجابية لتوجيه نمو الأطفال و إثارة الدافعية للتعلم .
* مراعاة ذوي الحاجات التربوية الخاصة مثل بطئ التعلم و الموهوبين و الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية أو جسمية أو اجتماعية الخاصة .
* تتيح للأطفال فرص التعبير عن أنفسهم وعن مشاعرهم و رغباتهم .
ارجوا ان ينال اعجابكم