السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرآن الكريم:
هو كلام الله تعالى أنزله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم
ليكون هداية لمن استضاء به، وشفاء لمن اعتمد عليه
قال الله تعالى/ألم ، تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة
للمحسنين/صدق الله العظيم (لقمان)
إنه معجزة الإسلام الخالدة ،فيه من كنوز المعرفة
ما لا يمكن لبشر أن يحيط بها . فهو دستور الأمم :
به بدأ حكما وإليه يعود علما ،ومصدر التشريع الأول
في أحوال الدنيا والآخرة
قال تعالى/ونزّلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة
وبشرى للمؤمنين/صدق الله العظيم (النحل)
وقال علي كرّم الله وجهه :كتاب الله تبصرون به وتنطقون به
وتسمعون ، ينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض
فالفقيه يستدل به ويأخذ منه ، والحكيم يستمد حكمته منه ويحتج به، والأديب يستفيد منه ويقوى به .
فكل عالم يطلب أصل علمه منه.
إنه : دعاء لمرضى القلوب التي منعتها أمراضها عن فهم
معاني علاّم الغيوب
فعلى كل مسلم : حفظ مبانيه والتّأمّل في معانيه والعمل بمضمونه . لأنه شامل ،لم يترك خصلة حميدة ولا خلّة حسنة
إلاّ حث المؤمنين عليها وأمر بها
فمن وفّق لقراءته وعمل بمضمونه يكون من المؤمنين.
قال :صلى الله عليه وسلم :اتلوا كتابه ، فإن الله يؤجركم بقراءته
وقد حثّنا على عدم تركه مهجورا ، فهجر القرآن بحسب الشيخ محمد العريفي :يكون في أربع مواضع :
1ـــ هجران قراءته فيجب على الأقل أن يقرأ المسلم ولو صفحة
من كتاب الله.
2ـــ هجران تفسير معانيه المفصّلة ليعي القارئ معنى ما يقرأ
ويستطيع التدبّر فيه
3ـــ هجران التحكم إليه :فهو حكم بين الناس في كل أمور
الحياة والشريعة
4 ـــ هجران الاستشفاء فيه :فقد ثبت بالبرهان القاطع أن
القرآن لايشفي من الأمراض الروحية والنفسية فقط
بل و تطرّق إلى الأمراض الحسّية،وهذا ما يعرف
بالرقية الشرعية .
وقد وصف بعضهم كتاب الله قائلا:
ذاك كتاب عمّ فضلا
نفعه دوما يجدّد
وهو بين الكتب فرد
مثلما ممليه مفرد
وعلى معجز أحمد
هو برهان مؤيّد
وسوف نتطرّق لاحقا في :
كيفية نزوله على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
وفي فضل قراءته وثوابه
وفي الأوقات المستحبّة لقراءته
وفي كيفية التدبّر فيه
وفوائد سوره : كل سورة على حدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته