بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبي صلي الله علية وسلم : " ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطي من الآيات ما
أمن علي مثله البشر ، وانما الذي كان أوتيته وحيا اوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون
أكثرهم تابعا يوم القيامة " { متفق علية }
إنه القران .......كتاب الله ووحيه المبارك ..." كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن
حكيم خبير " { هود : 1 }
أنزلة الله رحمة للعالمين , ومحجة للسالكين , وحجة علي الخلف أجمعين , ومعجزة
باقية لسيد الأولين والآخرين ...
أعز الله مكانه , ورفع سلطانه , ووزن الناس بميزانه ...
من رفعه رفعه الله ومن وضعة وضعة الله .
قال صلي الله علية وسلم " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ، ويضع به آخرين "
{ رواه مسلم }
إنها كرامة ... وأي كرامة ... أن يكون بين أيدينا كتاب ربنا , وكلام مولانا , الذي
أحاط بكل شي علما , وأحصي كل شي عددا .....
حالنا مع القران
من تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين ما نحن
فيه وما يجب أن تكون علية .
إهمالا في الترتيل والتلاوة ، وتكاسلا عن الحفظ والقراءة ، وغفلة عن التدبر والعمل
والأعجب من ذلك أن تري كثيرا من المسلمين ضيعوا أوقاتهم في مطالعة الصحف
والمجلات عن الفنانين وأخبار تافهة ومشاهدة البرامج والمسلسلات ، وسماع
الأغاني والملهيات ،ولا تجد لكتاب الله تعالي في أوقاتهم نصيبا ، ولا لروعة خطابه
منهم مجيبا .........!!!!!
فأي الأمرين إليهم أحب ، وأيهما إليهم أقرب ....
ورسول الهدي صلي الله علية وسلم : " المرء مع من أحب يوم القيامة " { متفق علية }
وتري أحدنا إذا قراء القران لم يحسن النطق بألفاظه ولم يتدبر معانية ويفهم مراده ...
فترانا نمر علي الآيات التي طالما بكي منها الباكون ، وخشع لها الخاشعون ، والتي
لو أنزلت علي جبل ... " لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " { الحشر : 21 }
فلا ترق قلوبنا ولا تخشع نفوسنا ، ولا تدمع عيوننا وصدق الله إذ يقول : " ثم قست
قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة " { البقرة : 74 } .
وترانا نمر علي الآيات تلو الآيات ، والعظات تلو العظات ، ولا نفهم معانيها ، ولا
ندرك مراميها ، وكأن أمرها لا يعنينا ، وخطابها لا يناجينا ....
والرسول صلي الله علية وسلم يقول : " والقران حجة لك أو عليك " { رواه مسلم }
قال عثمان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبكم ما شيعت من كلا ربكم ) ..
أهل القران
اسمع – رعاك الله – إلي شيء من خير أهل القران وفضلهم . فلغل في ذكرهم إحياء
للعزائم والهمم ، وترغيبنا فيما نالوه من عظيم النعم ..
فأهل القران هم الذين جعلوا القران منهج حياتهم ، وقيام أخلاقهم ، ومصدر عزتهم
واطمئنانهم ........
فهم الذين أعطوا كتاب الله تعالي حقه ...حقه في التلاوة والحفظ وحقه في التدبر
والفهم ، وحقه في الامتثال والعمل .....
وصفهم الله تعالي بقوله : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت
عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلي ربهم يتوكلون } ( الأنفال : 2 )
انزلوا القران منزلته ، فأعلي الله تعالي منزلتهم .. فعن أنس بن مالك قال : قال
رسول الله صلي الله علية وسلم : " إن لله تعالي آهلين من الناس ، أهل القران هم أهل
الله وخاصته " ( رواه أحمد والنسائي )
رفعوا القران قدره فرفعهم الله قدرهم ، وجعل من إجلاله إكرامهم .... ففضلهم ليس
كفضل أحد ، وعزهم ليس كعز أحد ......
فهم أطيب الناس كلاما ، وأحسنهم مجلسا ومقاما .. .. تغشي مجالسهم الرحمة ،
وتتنزل عليهم السكينة ،
قال صلي الله عليه وسلم : " وما أجتمع قوم في بيت من
بيوت الله يتلون كتاب الله ويتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم
السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده "
( رواه مسلم ) .
هذا شي من منزلتهم في دار الفناء ، أما في دار البقاء فهم من أعظم الناس كرامة
وارفعهم درجة وأعلاهم مكانة .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله
علية وسلم : " يقال لصاحب القران أقراء وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن
منزلتك عند أخر أية تقرؤها " ( رواه أبو داود و الترمزى )
وهم مع هذا في موقف القيامة أمنين إذا فزع الناس ، مطمئنين إذا خاف الناس ،
شفيعهم – بعد رحمة الله تعالي – القران .
فعن أبي أمامه قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم : " اقرأوا القران ، فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه " ( رواه مسلم )
وقال صلي الله علية وسلم : " يؤتي يوم القيامة بالقران ، وأهلة الذين يعملون به ،
تقدهم سورة البقرة وال عمران ، تحاجان عن صاحبهما " ( رواه مسلم ) .
وأخيرا
إننا ما زلنا في زمن الإمكان ، والقدرة علي التوبة والاستغفار .......
فضع يدك في يدي وتعال نعلنها توبة نصوحة لله تعالي في تقصيرنا في حق كتابة ،
وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بوجباته....
ولنجدد مع كتاب الله تعالي العلاقة ، قبل أن نبحث عنه فلا نجد له خبرا ، ونستعين به
فلا نجد له أثرا .....قال صلي الله علية وسلم : " وليسري علي كتاب الله عز وجل في
ليلة فلا يبقي في الأرض منه أية ... " ( رواه ابن ماجة و الحاكم )
اللهم أجعل القران ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وحجة لنا لا علينا .... أمين
وفي النهاية أتمني من الله سبحانة وتعالي أن يجعل هذا الموضوع خالصا لوجهة تعالي
وفية خير وفأئدة لسائر المسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخوكمAM2