[bالرجولة المفقودة
إن الأمة الإسلامية اليوم في الشرق والغرب تزخر بعدد كبير من المسلمين الذكور، وهي مع ذلك ما زالت في أزمة!!! وأزمتها كامنة في فقدانها للعدد الكافي من الرجال وليس الذكور، فهي أمة المليار والنصف، ولكن لا تجد فيها رواحل كافية لتأخذ بيدها إلى برّ الأمان، وإنه ليصدق فينا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "الناس كأبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة". فربَّ رجل بأمة.. وأمة لا تساوي رجلاً..
ألم تقرأ قوله تعالى: إن إبراهيم كان أمة (النحل:120)، وعلى هذا فليس كل ذكر رجلاً، وإن أصحَّ تعبير يُطلق على الأعداد الهائلة من المسلمين هو ذكور.. ألم تر أن الله حين تكلم في القرآن عن الفرق الخلقي بين الناس قال: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور 49 (الشورى) ولم يقل الرجال... ومن جانب آخر حين تكلم عن الفرق بين الرجال والذكور قال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (الأحزاب:23) وبناء على هذا البيان القرآني الواضح، فإن البون شاسع والفرق بين الذكور المسلمين والرجال المسلمين كبير.. ونحن نعيش اليوم في زمن الغثائية التي أخبرنا بها رسولنا، وحقاً ما قاله أحد الدعاة: "الأمة الإسلامية اليوم تسعة أصفار تحتاج إلى الواحد الصحيح"، وخلاصة القول: إن الرجال المفقودين الذين تبحث عنهم الأمة هم رجال مؤمنون متمسكون بعقيدتهم ومبدئهم.. هم من يحررون البلاد من الذل إلى العزّ والتقدم والحضارة الإسلامية هم من ينهضون بالأمة إلى برّ الأمان، فماذا ننتظر؟! يجب علينا إعداد هذا الجيش وإعداد أنفسنا أولاً لنكون رجالاً مؤمنين متمسكين بالدين لا نهاب الأعداء ولا نخاف الأقدار ولا تزعزعنا الجبال.. فهل لك أخي الحبيب أن تكون من هؤلاء الرجال الذي تبحث عنهم الأمة؟
وهل لك أن تكون من الرواحل التي تقود الأمة إلى برّ الأمان والتقدم..؟