إلا كرامة المصريين

قال الله تعالى " أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين "

لم يقل سبحانه " أدخلوا لالجيرى "
وقال الرسول الكريم " إذا فتحتم مصر فأتخذوا من اهلها جندا كثيرا لأنهم خير أجناذ الأرض " ولم يقل صلى الله عليه وسلم إذا فتحتم ل " لالجيرى " ولم يتحدث عن جندها ولا أهلها .
ربما جريمة مصر عند البعض إن الله كرمها ورسوله ، وربما أيضا جريمة المصريين أنهم هم الذين تصدوا للغزاه والمغول والحملات الصليبية وللمستعمرين الصهاينة .
ربما جريمتهم أنهم عاونوا بالسلاح والمال والمعاونة والمساندة السياسية أشقاء وأصدقاء فى معاركهم ضد الأستعمار أنهم علموهم وطببوهم ، أنهم حلوا عقدا من ألسنتهم كى يفقه العرب أقوالهم .
ربما جريمة المصريين عند البعض أنهم أصحاب أقدم حضارة علمت الناس التحضر وأخرجته من العصور البربرية
ربما جريمتهم أنهم دعاة الوسطية بأزهرهم ،أنهم جوهر الثقافة العربية بمفكريهم ، أنهم نبع الأبداع العربى بفانيهم .
ربما جريمتهم أنهم نالو على جوائز نوبل فى الادب والعلوم وأيضا فى السلام مرتيين ...

ربما جريمتهم أنهم لعبوا فى نهائيات كاس العالم سنة 1934 وغيرهم لم يتأهل لها إلا بعد قرابة النصف قرن .
جريمة المصريين أنهم أصحاب قامة عالية يثيرون أحقاد الأقزام ، وأصحاب مروءة يجلبون لأنفسمهم شر من أحسنوا إليهم .
لكننا ورغم ما حدث وما جرى خلال أسبوع حرب الأحقاد لن نكفر بعروبتنا .
فأنتماؤنا العربى ليس رداء نلبسه عندما نحب ونخلعه تريد ، إنما هو جزء من نسيج أجسادنا وقلوبنا وعقولنا .
رغم كل شئ لن نتبرأ من الأخوة العربية ، لن نلوم كل الأشقاء العرب ، لأن شقيقا صغيرا أرتكب جرائم نكراء فى حقنا .
هذا الشعب العظيم يفيض حبا لأشقائه العرب .
لكن نصف وجهه أنف اشم ، وهواءه هو العزة والكرامة .

وإذا كان هذا البلد ضحى من أجل العرب وكرامتهم بزهرة أبنائه وبأقوات شعبه فى قتال أعداء الأمة ، فأنه لايقبل المساس بكرامته ولو كان ثمنها " بسوس " أو " داحس والغبراء " .
أيها الأشقاء وأيها الأخوة الذين رغم كل شئ نأبى أن نضعهم فى خانة الأعداء .. حذرا : إلا كرامة مصر .