سؤال يطرح دوماً، ويأتي الجواب عليه انفعالياً، فنجد غير المتزوج يستنكر السؤال، وقد يسخر من سائله، والمتزوج؛ إما سيدَّعي عكس ما يستشعره ويسهب في وصف شدته مع زوجته وحالها حين تراه من الهلع والارتجاف، أو سيعدد لك مرات دخولها المستشفي من جراء قسوته معها، وهو في هذا يغالب رغبة مكبوتة يتمني تحقيقها!.
أو سيقلب الحديث إلى السخرية هازئاً بكل الرجال، وهو يضحك ويقول: ومن منا لا يخاف من زوجته؟.
وأظن الحال كذلك بالنسبة للنساء مع اختلاف الموقع وانعكاس الشعور،
ولعلنا حين نطالع سيرة النبي - صلي الله عليه وسلم - وحياته مع زوجاته أمهات المؤمنين؛ نري نعم الأسوة، ونتعلم كيف تكون الحكمة في التعامل مع الآخر، سواء من قبل الرجل الذي هو ربان سفينة الحياة المشتركة، أو المرأة التي بدونها وبدون مشورتها لا يستطيع الربان إكمال الإبحار.
وبعيداً عن القوالب الموضوعة، والأسئلة التي تدفع البعض دفعا للخطأ، وتأخذه العزة بالإثم؛ فإن عودتنا لما جاء في السيرة النبوية العطرة ودراسة تفاصيل حياة النبي - صلي الله عليه وسلم-، والتعلم من أدق تفاصيلها،
وأبسطها يمهد الطريق لإقامة علاقة مميزه بين أي زوجين.
فمن حرص النبي - صلي الله عليه وسلم- من تحري موضع شرب السيدة عائشة رضي الله عنها ليشرب من نفس الموضع .. إلى مسابقته إياها عدواً، ومروراً ببسط كتفه الشريف لتسنح لها رؤية احتفالات الإماء والحبش بالعيد وإنشادهم.
والقارئ لسيرته صلي الله عليه وسلم يري الكثير من رحمته وعطفه وأحياناً شدته مع زوجاته من غير غلو ولا إيذاء، وكأنه يعلِّم أمته كيف تكون المودة والرحمة التي ذكرها المولي عز وجل بين الزوجين.
حتى وصيته الأخيرة قبل موته صلى الله عليه وسلم " أوصيكم بالنساء خيرًا".
وأخيراً؛ هل نجد بعد ذلك مكانا لهذا السؤال؟
هل تخاف زوجتك؟!