السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كثيرة هي الاهتمامات... وكثيرة هي الانشغالات ...في هذه الدنيا المفتوحة على كل الاحتمالات ...
كل فرد له ما يتركه حبيس ركن ما ... أو زاوية محددة في هذه الحياة ...
يجعله ملتفا حول أفكار هو مؤمن بها ... ولا يحب أن يناقش فيها ...
هذه الأفكار التي تجعله يتخذ دربا هو من وضع خطواته ...
حلما أو طموحا هو من رسم ملامحه ... هدفا هو من سعى لتحقيقه ...
فيمر عليه قطار الدنيا مسرعا ليجعله في آخر المطاف شيخا كبيرا ...
طاعنا في السن بعدما كان شابا قويا ... فتتكون فلسفته الخاصة للحياة ...
بعد تجارب عديدة صادفها ... وأزمات وعقبات كثيرة مرت عليه ...
صديقي القارئ ان المرء منذ ولادته وهو يتذوق حلاوة ومرارة العيش ...
فتارة تكون خطواته مضبوطة ... وتارة أخرى تكون غير سوية ...
وفي الحالتين هو الفائز ... لكن اذا عرف خطأه وحاول استدراك ما فاته ...
وان كان العكس فهو الخاسر الوحيد ...
كان لي حديث مطول مع أحد الأصدقاء في الايام التي مضت ...
وتطرقنا لمواضيع مختلفة والتي كان من بينها ...
الخاتمة نعم كيف سنختم أيامنا ؟ ... وفي حديثنا هذا أخبرني بقصة أحد أقربائه ...
درس المحاماة وتخرج ليصبح محامي ... بالاضافة الى أنه دخل ميدان التجارة ...
فصار يتحدث بالملايين بعدما كان لا حول ولا قوة له ...
والاشكالية ليست هنا بل في مصدر الأموال ... فان كانت حلالا فألف بركة عليه ...
ولكن ان كانت ممزوجة بالحرام ...
و باختلاف أشكاله من رشوة وأكل مال اليتيم ونهب وغش وغيرها ...
هذا ما يجعلك تلعن هذا المصر وتتمنى أن تاكل الخبز والماء حلالا طيبا ...
أفضل بكثير من المال الملوث ...وقريبه هذا تمادى كثيرا ...
حتى وصل به الأمر انه في وقت الزكاة عجز عن الدفع ...
وأموال اخوه البسيط استحوذ عليها بحكم أنه الأكبر ...
والغريب في الأمر أنه كان يصلي بشكل عادي ...فيا سبحان الله هل نسي قول الله عز وجل :
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9]. ...
وأكمل مسيرته هذه وواصل دربه ... حتى مؤخرا مرض مرضا خطيرا برقبته أقعده مطرحه ...
فكيف ستكون نهايته ؟ نسأل الله ان يهديه ...
ان العمر يمضي والسنوات تمر بسرعة والوحيد الناجح والفائز ...
من يستغلها في الخير ويحاسب نفسه على الصغيرة قبل الكبيرة ...
لأن الساعة ان أتت بغتة لن تستشير أي أحد ... والعجب كل العجب فيمن يبلغ به العمر ...
ويشيب شعره وهو لا يزال تحت نزوات نفسه وبين أفعال وأقوال ابليس لعنه الله ...
يأخذه يمينا وشمالا كيفما شاء ... لا يتذكر ابدا انه سيموت يوما ما ...
وعلى لسانه ان الله غفور رحيم ... ونسى أو تناسى ان الله شديد العقاب ...
صديقي القارئ ان العمر مجرد ساعة زمن... فلنعمل صالحا ونحاول جاهدين ...
أن نكون قريبين من الله جل شأنه بالأعمال والأقوال ...
قبل ان تاتي سكرات الموت ونصبح من النادمين ...
وأخيرا اترك لكم المجال لابداء آرائكم المميزة ونقاشاتكم الطيبة ... وهذا من خلال :
هل أنت مستعد للقاء الله سبحانه وتعالى ؟
كيف تنظر لمن تقدم به العمر وهو لا يزال عبدا لنزواته ؟
ماذا يمكن أن تفعل لو كنت مكان ذلك الرجل ؟