نساء الجزائر
مثلما تتمتع الجزائر بمختلف التضاريس ...تتعدد العادات و التقاليد و طرق المعيشة فيها في كل قطعة من هذه الارض الطيبة التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات و الثقافات و الاقوام ...تزخر بحكايا الماضي..كل منطقة حبلى بخصائص الذات المتصلة بالمكان.
للجزائر الف باب كل باب يدخلك مثل السحر الى عالم ممتلىء بالوان رسمها اهل كل منطقة ..الامازيغ..القبائل ..اولاد سوف و اهل ميزاب و الزيبان ..الشاوية..التوارق.من الشمال الى الجنوب من الشرق الى الغرب.
اذن نحن نعرف انه مهما اختلفت الامم يكون للمراة دور اساسي في بناء المجتمع و هذا طبعا اكيد ...بذالك تكون المراة الجزائرية العمود الاساسي للمجتمع الجزائري ..بجانب اخيها الرجل.
اذ ان التاريخ يشهد لها في القديم و دون سلخها من طبيعة اغلب المجتمعات الاخرى قد استطاعت بحيويتها و قوتها و شجاعتها ان تظهر كل معاني الاحترام والتقدير لها وسط الاسرة و المجتمع في الحياة اليومية العامة في الحرب و السلام ...في الفرح و الحزن ..حاظرة دائما.
ان دور المراة في النهوض الحضاري دور مكمل لادوارها التقليدية في قيامها بواجبها الحيوي واجب الامومة ..دورها الاجتماعي.
امراة واثقة متالقة..عينان براقتان..ابتسامة ساحرة..حالمة.تزاحم بهدوء اخوها الرجل في مقاعد الدراسة و خاصة ان الامر لم يعد محل تعنت مثل الماضي..في اماكن العمل نشطة حققت عدة انجازات ببصمات صادقة تعكس الارادة القوية في تحقيق الذات..في مجال التربية تساهم في تنشئة الاجيال الصاعدة.قاضية عادلة محامية طبيبة في مؤسسة لا يستغنى عنها..وزيرة مديرة في كل المجالات ..تساهم في دخل الاسرة كما ان اغلب طلب الجامعات نساء ما يعني انها امراة متمكنة و مثقفة..كل هذا دون ان تتخلى عن تدينها و اخلاقها.و لكن عصرية في نفس الوقت محتفظة بانوثتها الاكيدة
امراة ذات ملامح بيضاء ...عنق شفاف..وجنتين حمراوين و ابتسامة حلوة محتشمة..تتجول بين الجبال و الحقول و الانهار ..بين الطبيعة الخلابة..تتغلب على صعوبتها بجانب الرجل..يدين ناعمتين و قويتين ..على ضفة نهر تجلب قلة الماء..تجدها بين المنازل الريفية المنبسطة برائحة الطين الطيبة تكون جنتها...تحول كتلة طين الى احلى الاواني الفخارية لبيتها و ترسم عليها ما تلقته من الماضي رسومات لها دلالات تارخية و تعبر عن ثقافتها و مجتمعها كما تخطوها ايضا على اروع المنسوجات و المفروشات تزين بها بيتها..
امراة بين ديكور متناسق ..بين رمال صحراء ذهبية ممتدة الى نهاية الافق معى سماء زرقاء مثل الزمرد لا تكاد ترى الفرق بينهما..سمراء بعيون سوداء زينتها الكحل ..نظرة ثاقبة كانها غزال صحراء.ابتسامة تشرق مثل شمس الصباح اسنان بيضاء ناصعة شفاه مرسومة.تطل من خيمتها في ظل رجلها بكل عز و كرامة تزين يدها بالحنة على يديها شقوق صنعتها عليها الطبيعة الشاقة و القاسية ...بين كؤوس الشاي تساعد على العناية بالماشية تحظر لبنها بطريقة بدوية..تصنع باناملها مصنوعات تزين بها خيمتها..و مفروشات و زرابي تفتخر بها..تستانس مساءا بسهرة مع التندي تشدوا الحانا معبرة تتغلب بها على شقاء اليوم كله..
امراة عاصمية تتبختر بالكاركو او قبائلية بجبتها شامخة قسنطينية متالقة بالفرقاني ...سطايفية عنابية...وهرانية انيقة بجبتها او تلمسانية جميلة و رائعة بالشدة التلمسانية او صحراوية بملحفتها المصنوعة من قماش خاص تتانق به بين الرمال كلهن وجه واحد لجزائرية جميلة تفيض انوثة
وكذالك بقدر ما تجد المراة الجزائرية جميلة تجدها متفوقة منذ صغرها تتعلم من امها كي تكون نعم خلف لنعم سلف.فتاة مسؤولة ماهرة في مطبخها و ادارة منزلها.تغرس الام فيها الاخلاق الطيبة الكرامة الشرف الحنان الارادة القوية..امراة متكاملة.
لقد عانت المراة الجزائرية كثيرا في العشرية السوداء..لقد حاولوا الاثباط من عزيمتها و تحطيمها و تركها في عزلة جاهلة لكنها ابت ان تستسلم..امراة ذاقت المرارة ....في قرية..قتلوا زوجها ..في مدينة اختف ولدها....اغتصب شرفها..كل مكان يذكر بماساتها...و لكن الحمد لله تغلبت الجزائر على كل الصعاب واسترجعت المراة مكانتها بجانب الرجل في جزائر العز و الكرامة والامل .
تتحدى كل من يراها بابتسامتها المشرقة تقول ها انا ذا اخطوا الى الامام لتطوير هذا البلد الكريم..انها ابتسامة جزائرية