لم أعلم بأن تَبخر ألمي لم يكن إلا مرحلة من مراحلِ نُموه , وَ ترعرعه !
أنا من كُنتُ أعتقد بأني قتلتُ الوفاء فيني للكائنات التي لا تصلح لِ الصدق و الوفاء فَضلاً عنِ الحُب.
كيفَ تُكبلني الذكريات بتهمة إخلاصي وتزجني في أكثر الزنزانات ظلامًا لا أقوى على السير أجرُ قدماي , وَ يُخيل لي بأن الأصفاد الثقال هيَ أحزاني التي تنتقم مني , أنا من كُنتُ أغذيها بسخاء في يومٍ من الأيام.
أَسيرُ خطوة .. خطوة.. كل ما أبتعدت عن الباب الذي قدمتُ منه زاد السواد الذي يُحولني من إنسانٍ إلى خُفاش يخشى الضوء , بَل إلى كائن تقتلهُ الأضواء.
و في زنزانتي أتكأ على زاويةٍ تتشكلُ من ألمي , أينَ تُمحى الذِكريات وكيف تتحول السنوات والشهور والأيام و الساعات الطوال إلى لا شيء .
فقط مُجرد مَرحلة , صفحة مُهملة من صفحاتِ التاريخ تلك الصفحات التي تنبذُ قِصة وفائي عن أرضها الجدباء حتى جَفت كما جففتني أحلامي البائسة
أحلامي التي جعلت مني جسدًا هشًا قابلاً للإنكسار تحت أي ظرف من الظروف , إِنهُ الندم يرسمُ خطوطه العرضية والطولية على جبين مأساتي , أجمع قوتي لِ أمحوه
فيعاود الكرة , مِرراً و تكرار فلا أستطيع مقاومة ولا صبرا و أنا من سطرتُ ذات قوة ولي نَفسُ منزوعة الندم !! .
لم أعلم حِينها أن نفسي منزوعة الخيانة , ستذوق الأمرين ليس من الحب ولا من أجله . بل ما هوَ أعظم مِنهُ
وفائي الذي يقتلني عند الساعة العاشرة مساءاً بليون مرّة , وَ يعاود ذَلك في كل يوم يَطبعُ قُبلته على دفترِ أيامي وَ يرحل بكل بساطة بعد 24 ساعة !!
إني أُقتل في كل ثانية تَمرُ ’ أحاول أن أبدو متماسكًا فأبتسم للأخرين
لا أريد لعينايَ أن تذيق المرارة لأي الأشياء الأخرى , ألفتُ الحزنَ و المرارة التي تحولت مع السنين إلى أكسجين بديل يُغذي خلايا دماغي المستعمر بهذا الوفاء.
أُفكر , كُل أفكاري ..
كيفَ أفي ؟ لا لن أنسى , الخيانةُ ليست مبررًا لِ النسيان ألخ ألخ ألخ ..
ثم تمضي بي أفكاري إلى حيثُ أفكار آخرى تلدُ أفكار آخرى , أرعاها لِ تساهم في قتلي حينَ تبدأ بالحبوا , بل حينَ ترضعُ أحلامي ..كُل ما أملك لأنتهي ..
الأن علمتُ بأن كل من تحدث عن صعوبة الحُب و مشاكله كان شخصًا أنانيًا فالحُب لا يشكلُ مُشكلة حقيقةً لأنه أصبح منتج مستورد الكُل يعلم أن له فترة صلاحية !
تتبعها فترة إنتهاء غير قابل للتجديد . وفائي الذي يزرع رِماحه في صدري , يخترقُ رآتاي , يحجب عني سعادتي التائهة في دروب الظلام الموُحشة !
دروب الظلام التي تزداد سوادًا يومًا بعد يوم .
وَ يزدادُ تَضخمُ ألمي الذي يُشكل ثقب أسود يَمتصُ أحزان العالمين .
تختلطُ علي الأشياء.
تارة يبترني الألم , أنا المُغطى بدمائي التي تُسارع جِدًا بنكراني وَ التبرء مني أراها تَسيلُ ..أحدقُ بها لعلها تضيءُ فأموت لأحيا .
أقلها أن تقول ذكرياتي مَاتْ الباحثُ عن الضوءِ حيثُ , لا وجود له ..
صانعُ الضوء في تفاصيلٍ صغيرةٍ تَحوي كُل معادلات الحزن في الوجود و الحزنُ هو وجه من وجوه الوفاء الذي يُصيبني بكل ما أمكن جسدي من الأمراض العضوية و النفسية ’ حتى لم أعد أعي مصلحةً لي وَ هو ما زال يقضم مني ذاتي .
بِتُ أُنحر بحزن الأخرين , تذيب جسدي النحيل دموعهم وألامهم مهما تفهت وَ صغرت مهما كانت هيَ تجد لها متنفسًا فيّ يُفتتني , يُحولني إلى مُنتجٍ حلو المذاق يُسعد الأطفال , منتج يَبعثُ التفاؤل في نفوس الناس أنا الممتلئ بتشاؤمي الذي يصنع من جداولِ مُعادلات الإنتهاء أسواط يَجلدني بها كل ما تسنى لَهُ ذلك
حتى لم أَعد أُحسه , تَعودته
وَ تعودت قلمي الذي يفق عينا خُططي و إستراتيجياتي في الكِتابة التي تَحولت إلى خريطةٍ من الخرائط الذهنية التي تجعل من الفوضى أنجع السُبل لِ النجاح.
وأين يكن فأنا الذي يَرفضني لن يعيش إلاّ أنا ولن يكون إلا كذلك .
تِلك هيّ المأساة ,
وَ ..
خُلق هلوعا .