لبصرتُ بالتُّفّاح يلعن نفسَه لما أبيتَ مساسه استكبارا
كم ودَّ لو يلقى الشهادةَ في فمٍ يهبُ الخلودَ وينهبُ الأعمارا
ما كان ضرَّك لو مسحتَ جبينَهُ فأحاله لهبُ الحياةِ نُضارا
أو لو قبلتَ فداءَه فجعلتَهُ معنى يحيطُ به الجمال إطارا
أم غِرتَ منه؟ فيا لقلبك قاسياً ماذا تركت لحسنه فتغارا؟
يكفيه في زيناتِه أن يكتسي شفقاً له من وجنتيك مُعارا
ما كان إلا خادماً لك طائعاً يقفو خُطاك يُقبِّلُ الآثارا
راجع فؤادك في أحقِّ مورَّدٍ برضىً وأكرمِ مُشبهيك نِجارا
تغفو وتصحو وهو في صلواته لخدودك الآصالَ والأسحارا
أما نثارُ الوردِ إذ بدَّدته فلو استطاع من السرور لطارا
ألأنَّه يحكي القلوب بشكله عبثت يداك بشمله استهتارا؟
إهنأ بظُلمك، فالقلوب تودُّ لو تُلقى لديك على البساط نثارا
ويح القلوب غلوتَ في بغضائها فمقتَّ من جرَّائِها الأشعارا
أتلوم أرضاً -يا غمامُ- بخيرها حفلت، وأنت فجرتها أنهارا
أهبطتَ شاكسبير من عليائِه وأزحت عن كرسيِّه مهيارا
ووقفت في وجه الخلودِ، فهل تُرى تطوي الخلودَ وقد طوى الأدهارا؟
لن تستطيع، فمن جمالك دونه سدٌّ يقيه سطوك الجبَّارا
***** *****
رفقاً بحبَّاتِ القلوبِ تسومُها سوءَ العذابِ وما جنت أوزارا
ألأنَّها تهفو لحسنك كلَّما لمحته أو هجست به تذكارا
يا لائمَ الأوتار في إرنانها مهلاً، بنانُك تضربُ الأوتارا
يا طاوي الأقدار تحت جفونه حتَّى لنخشاهُنَّ لا الأقدارا
لمَّا أبيتَ على مشاعرنا الهوى هلاَّ مسختَ قلوبَنا أحجارا