قد كتبنا عن الحمير حينا وعن القرود حينا آخر .. وافهمنا البعض ممن لا يفهمون اننا نأكل الحمير زرافات ووحدانا .. بحيث اصبحنا ننهق عندما ننام في مخادع زوجاتنا .. ونرفس اطفالنا عندما نضربهم .. ونحرك ذيولنا عندما نهش الذباب .. ويصيبنا العته اذا ما زادت احمال الحياة .. ونبعر في الطرقات كلما عن لنا ذلك .. ونطلب الكلأ والماء لعدم وجود الرغيف .. وغدونا في هذا الزمان نحمل جينات الحمير فنخضع لمن هو اقوى منا .. ثم يقتل بعضنا بعضا تماما مثلما تفعل الحمير عندما تتشاجر على حزمة من البرسيم فيدوس بعضها بعضا وتكشر عن اسنانها اللؤلؤية وتعض بقسوه .. ونستخدم ارجلنا في العراك فنرفس من يختلف عنا سواء في الفعل او الكلام .. وبعد .. ماذا بقي منا يدرجنا في عالم الانسان ؟ ..
في بلد عربي ما .. هذا ان كان ذلك البلد عربيا .. يعثرالبعض على رؤوس حمير مقطوعة وملقاة على رصيف الشارع قرب احد المطاعم على الطرق السريعة تمهيدا لبيعها .. ولسوف تجد مشترين كثر .. فلحومها سواء كانت نيئة او مطبوخة انفع واجدى من لحوم البشر التي نأكلها في كل صباح ومساء ثم ننكرذلك .. اليست الغيبة والنميمة والحسد والبغض وتغطيس الاخرين في بحور الافلاس جزءا من أكل لحوم البشر(ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه )
وتممييزا للحوم الحمير فان طعمها يلامس شغاف القلب مثل الحب من النظرة الاولى .. ولقد تذوقتها شخصيا بحيث اصبحت اكتب عن الحمير واذكر محاسنهم .. وغدوت عندما اجلس الى جهاز الكمبيوتر اتربع على ذيلي بدلا من (قاعدتي) ليس لهذه الكلمة علاقة بالقاعدة التي نعرفها .. وأبول في سيارتي كلما ارتفع السكر في جسدي (لست مصابا بالسكر ولكنها العاده ) وأحمل على ظهري مخلفات زوجات اربع مع ما حملته بطونهن من مأس .. ألست حمارا كما ترون ؟ اخبروني .
واستتباعا فان لحوم الحمير لا تحمل في متونها جينات انسانية .. فالانسان يحمل في داخله كل انواع الموبقات الوراثية فترى الدهون تعشش في جسده .. وارتفاع ضغط الدم يقتله .. وورم الارجل والركب يدمر صحته .. وبطنه يتسع لمئات من الارطال مما هب ودب من جميل الطعام بما يحوي من جلط ومصارين مذبوحة على الطريقة الاسلامية بحيث يصبح بطنه مزبله .. واعتقد ان هذا هو السبب الرئيس الذي يجعل لحم الانسان مرا لا يستساغ .. اما الحمار فانه لا يأكل الا الحشائش لذا فجسمه ممشوق ممدود محسود يا ولدي !! كل هذا اضافة الى ان لحوم الحمير رخيصة وفيها من الفيتامينات ما يجعلك تبتعد عن الصيدلية لتناولها .. اما الطعم فحدث ولا حرج .. هل بامكانك ان تتذوق مثلا جملة من حبوب الفيتامينات التي تصيبك بالمغص عندما تتناول الكثير منها .. لكنك تشعر باللذة والنعومة والطراوة عندما تتناول هبرة من لحوم الحمير فتستذوقها وتستمتع بطعمها وجمال مذاقها . كل ذلك والحمار يشعر بفراغ جيبك فلا يطلب الجزار الذي يذبحه ان يفرغ جيبك لقاء كيلو غرام واحد من اللحم الضاني ربما بلغ ثمنه نصف راتبك الشهري ..
وهنالك ما هو اجدى وانفع .. فقد اجريت في هذا العالم تجارب عديدة لاستنساخ البقر والماعز والدجاج وحتى النمل .. بحيث خرجت الينا كلمات في اللغة مثل جنون البقر وانفلونزا الطيور وغيرها .. ولكنهم ابدا لم يفكروا في استنساخ حمار قبرصي رفسته تودي بك الى القبر .. فتذهب الى النعيم او الجحيم تخلصا من حياتك التي تعيشها فتسعد وتدعو لمن رفسك بطول العمر ورفاهة الحياه .. أمر آخر لا نغفله .. فالتجارب اجريت على كل انواع المأكولات التي ننهشها وتنهشنا بما يقال له الطعام الجيني الذي يصيبك بالسرطان على المدى الطويل .. بحيث غدونا نشرب العصير وهو مصنوع من البترول .. ونعب الحليب وهو من الفاصولياء مضافا اليها بعض الهرمونات .. ونبتلع علب الطعام المحفوظ مدهونا بدهن الخنزير وغيره من دهون تصيبك بالعمى .. اما لحوم الحمير فبعيدة كل البعد عما يجري في هذا العالم من تلاعب بصحتنا واطفالنا ..
عزيزي القارىء
ان رأيتك او رأيت نفسك تتمرغ في غبار الطريق فلا تبتئس .. يحق لك ان تسعد .. فقد اصابتك فايروسات حب التمرغ مما ابتلعته من لحوم حميريه .. تماما مثلما اصابتك جينات الجبن عندما اكلت لحوم الخراف .. وهذا هو السر الذي يجعلنا نجبن عن مجابهة من يحاربنا فنهرب منذ الطلقة الاولى .. هل رأيت اسدا أو نمرا او ضبعا يهرب من مجابهة عدوه في الغابه .. يقينا لا .. فنحن لا نأكل لحوم الاسود والنمور كي تعشش فينا جينات الشجاعه وانما نبحث عن الضعاف من الحيوان كيما نأكلها فتصيبنا بعدواها .. حتى امثالنا غدت العوبة في ايدينا كأن نصم انسانا يخاف بانه دجاجة او ( فرخه) ونغفل ونحن نعلم .. ان نصم البعض بانهم يفكرون كالحمير .. يا سيدي طنش .. فالحمير تضربها على قفاها وتطنش .. وتحملها فوق طاقتها فتطنش .. وتركبها فتطنش .. تطعمها او تجوعها فتطنش .. لذا فان ضغط الدم بعيد عنها تماما ..
انصحك حتى لا تصاب بالضغط ان تطنش .. والا . فالقبر بانتظارك .. ورحم الله حمارا عاش ومات فلم يسمع به احد من الاحياء من بني الانسان ؟
مقال ساخر بقلم
وليد رباح