الأحبة الكرام أعضاء ورواد وضيوف
منتدى الشعر الفصيح
سلام من الله عليكم
كل عام وأنتم بشعر
كل عام والقوافي تطوقكم
والهاجس يَذرفكم
يا من كنتم في بال الربيع حقول بيلسان وشقائق
فاحتار كيف يفرشكم ؟
ومع أي النسائم يبعثكم ؟
فكَّر قليلا
فلم يجد غيرهم ..
لأنهم ملائكة الكلمات
الذين غمسوا أناملهم بالغيم
فترصَّعت الأمنيات بالمطر ..
لم يتأخروا
ركبوا صهوة أقلامهم
وقطعوا رحلةً نحو عتبات الشمس
ليغزلوا لكم من خيوط الضوء معلّقَةً
تكحَّلت عيناها بأسمائكم
وفاح منها أريج محبتكم
لتتفتَّق في هذا اليوم الربيعي الجميل
الذي يصادف الذكرى الخامسة لتأسيس
منتدى الشعر الفصيح
فهنيئا لكم.
الأحبة الكرام أعضاء ورواد وضيوف
منتدى الشعر الفصيح
سلام من الله عليكم
كل عام وأنتم بشعر
كل عام والقوافي تطوقكم
والهاجس يَذرفكم
يا من كنتم في بال الربيع حقول بيلسان وشقائق
فاحتار كيف يفرشكم ؟
ومع أي النسائم يبعثكم ؟
فكَّر قليلا
فلم يجد غيرهم ..
لأنهم ملائكة الكلمات
الذين غمسوا أناملهم بالغيم
فترصَّعت الأمنيات بالمطر ..
لم يتأخروا
ركبوا صهوة أقلامهم
وقطعوا رحلةً نحو عتبات الشمس
ليغزلوا لكم من خيوط الضوء معلّقَةً
تكحَّلت عيناها بأسمائكم
وفاح منها أريج محبتكم
لتتفتَّق في هذا اليوم الربيعي الجميل
الذي يصادف الذكرى الخامسة لتأسيس
منتدى الشعر الفصيح
فهنيئا لكم.
الحمـدُ لله ثُـمَّ الـقـولُ والعَـمَـلُ
بــهِ تـتـمُّ قوافيـنـا وتكتـمـلُ
ثـم الصـلاةُ وخيـرُ القـولِ نُسبغـهُ
على الحبيب الـذي تمّـت بـه الرُّسُـلُ
تصوغـه كفراقيـد السَّـمـا لُـغـةٌ
حروفُهـا عـارضٌ فـي بيدِنـا هَطِـلُ
مـن خيرِهـا نُـزِّلَ القـرآنُ جامعـةٌ
بـهِ المعانـي وسحـرُ اللفـظِ مُختـزَلُ
ونـوره فيـه آيـاتٌ لـوِ اجتمعَـتْ
إنْـسٌ وجـنٌّ علـى إتْيانِهـا فَشِلُـوا
وكـمْ تُذلَّـلُ أعنـاقُ البيـان لَــهُ
وكـمْ تخِـرُّ لـهُ الأذقـانُ والقُـلَـلُ
لـو أنَّ آياتِـه صُبَّـتْ علَـى جَـبَـلٍ
مهْماَ تعَالى هَوَى مِـنْ خَشيِـهِ الْجَبَـلُ
وذاك بحـر مـن المـولـى ذخيـرتـه
ومنه كـل ذوي الاشعـار قـد نهلـوا
من منهل الضادِ يجري عـذب أحرفهـم
وقولهـم دِيَــمٌ بـالـدُّرِِّ تَنهَـمِـلُ
بلاغـةً وبديـع الـقـول رصَّعـهـا
بأحسـنِ اللفـظِ كالياقـوتِ تنصِقـلُ
علـى شفاههـمُ الأشـعـارُ أمنـيـةٌ
كأنّهـا مـن حكايـات المـدى حُلَـلُ
قـد شيَّـدوا بمـدادِ الفخـرِ قافـيـةً
أرسـى دعائِمَـهـا أجـدادُنـا الأُوَلُ
على ضفـافِ غديـرِ المنتـدى وقفـتْ
قصيدةٌ يزدهـي مـن حرفهـا الأمـلُ
أُنشُـودةُ العيـدِ إذ خمـسٌ مـررن بـه
يا مُلتَقَى الشِّعـر قـد جِئنـاك نَحتفِـلُ
نُزجي لك الحـرفَ عهـداً لا يُفارقُنـا
نَبقى وما عن ثـرى شَطَّيـك نَنفَصِـلُ
نُعانقُ المـوجَ فـي تيـهٍ وفـي طـربٍ
وفي "الخواطـرِ" يحلـو النهـلُ والعَلَـلُ
ودوحـةُ الأدبِ الشعـبـيّ عـامـرةٌ
وخيمـةُ المنتـدى يحلـو بهـا الزجَـلُ
وفي الفصيحِ منارات الضحـى بزغـتْ
نجمـاً يغنّـي علـى ألحانـه زُحــلُ
يرقـى إلـى سـدرةِ الآدابِ يحضنهـا
فيرتقـي الشعـرُ والإبـداعُ يكتـمـلُ
صـرحُ البيـانِ بَنـى للنقـدِ مدرسـةً
فصولهـا العلـمُ والتأريـخُ و المُـثُـلُ
وعلَّـمَ النـحـوَ والأوزانَ أَصَّلَـهَـا
لِمـن أرادواْ علـومَ الشعـر أو سألـواْ
فـي كُـلِّ ركـنٍ بـه للعلـمِ منزلـةٌ
تزهـو برفعتهـا الفُصحـى وتحتـفِـلُ
مجالسُ الشعـرِ بالسُّمـارِ قـد عُمِـرَتْ
والسحـرُ بينهـمُ يُلقـى ويُرتَـجَـلُ
وللمواهـب كـي تشتـدَّ مـدرسـةٌ
وفي عكـاظَ سجـالٌ مـا لـهُ أجَـلُ
وتـلـكَ أنـديـةٌ لـلـدرِّ تجمـعـهُ
تزيَّنَ المُنتـدى مـن طيـبِ مـا نقلـوا
ريـاضُ حُـبٍّ علـى الأيـامِ نسكبُـهُ
لمـن بنوهـا وعرفانـا بمـا احتملـوا
وشهـده أحـرفٌ نهـدي حلاوتَـهـا
مديرُنـا الفـذُّ ممزوجـاً بهـا العسـل
الدُّوسِـرِيُّ شُعَـاع الْفَجْـرِ نَلْمَـحُـهُ
مِـنْ بَـدْوِهِ ظُلُمَـاتُ اللَّيْـلِ تَرْتَحِـلُ
وعطـره مـن ثنايـا الحـبّ نمنـحـهُ
مراقبيـن وإشـرافـا بـمـا بـذلـوا
فَكم رَأَينـا عِمـادَ الصِّـدقِ يَسنِدُنـا
وَهـوَ الفَقيـرُ لِـربٍّ عَفـوُهُ أَمَــلُ
وَلـي أَبومُحسِـنٍ لـو كُنـتُ أَكتُبُـهُ
مِن لُؤلُؤِ الحَرفِ ما وَفَّـت لَـهُ الجُمَـلُ
من أَيـنَ أَبتَـدِأُ الأَشعـارَ فـي حَسَـنٍ
وَالطِّيـبُ مُنعَقِـدٌ فـيـه وَمُعتَـقَـلُ
فيا وُرُودَ الأَمانِي كَـم وَجَـدتَّ شَـذا
نَسِيـمِ ضَوعِـكِ بِالأركـانِ يَنتَـقِـلُ
سَفِينَةُ الـروحِ يـا فَهُّـودُ قَـد تَعِبَـت
هَل لِـي بِقَلبِـكَ يـا فَهَّـودُ مُعتَـزَلُ
صافحتُ مصراتة الشاطي وقلـتُ لهـا
أين ابنك البـار" إن الركـب مرتحـلُ "
فتلـك منتديـاتُ الخـيـرِ تحضُنـنـا
باللفـظِ أن لا يفيهـا حقَّهـا خَجَـلُ
فصيحنـا بحـر علـمٍ لا قَـرارَ لــهُ
ولا حدودَ فكم أعطـى وكـم نهلـواْ
فالشعـر درّ بحـورٍ عـاشَ سادتُـهـا
في موجِ نخوتِهِـمْ يسمـو بهـمْ جبـلُ
يعتّقـونَ بـضـاد العـشـق أغنـيـةً
كمـا تُعتّـقُ أحـلام الصِبـا مُـقَـل
شمسٌ هنـاك َ علـى عينـيّ َ مشرقُهـا
و ها هنا القـولُ فـي أرجوحـةٍ ثَمِـلُ
و ذا معـزّ ُ فصيـحٍ سـال أغنـيـة ً
ليطفـئ َ البيـنَ و الأشـواقُ تشتعـل
و مـن قلائدنـا الألماسـةُ ابتسـمـتْ
ففاض َ قولي "رنيـمَ الفارسـيِّ صِلـوا"
مَنْ ذَا يُضَاهِي هُدَى فِي الْخُلْقِ حِينَ سَمَتْ
تُرَى عَلَـى هَامَـةِ الْأَخْـلَاقِ تَكْتَمِـلُ
أَمْ مَنْ كَمَهْدِي لَهُ فِـي الْقَلْـبِ مَنْزِلَـةٌ
لَيْسَتْ تَـزُولُ وُلَا يُرْضَـى لَهَـا بَـدَلُ
تَغْـدُو إِلَيْـهِ قَوَافِـي الشِّعْـرِ خَاضِعَـةً
كَأَنَّهَـا وَهْـيَ فِـي أَغْلَالِهَـا خَـوَلُ
تجـري هديـرا وإنِّـي حيـن أسمـعـه
أرى لليلـى الهـوى قيسـاً فأبتَـهـلُ
و وائـلٌ نمـرٌ فـي غـاب أحـرفـه
يطـاردُ اللفـظَ غـزلانـاً و يعتـقـلُ
و فالحُ الشعر كـمْ غنَّـى الفـراتُ لـه
فنـادم البـوحُ أمجـاداً لمـنْ قُتـلـوا
يـا أيهـا القلـمُ المأسـورُ يـا قَلَمـي
قُمْ واجْعَلِ العيـنَ بالأشعـارِ تَكتَحِـلُ
هَبَّتْ نسائمُ مَـنْ فـي القلـبِ حبُّهُـمُ
نَقشٌ على الذاتِ فيـهِ الـودُّ و الأَمَـلُ
وأبرَقت في ضواحِـي الضَّـرب قافيـةٌ
وانهالَ يهطـلُ ودْقُ الحُسـنِ والزَّجَـلُ
وأنبتَـت لُغـتـي نـخـلاً تُلاطِـفُـي
ليستظـلَّ بـه الأحبـابُ والأهَــلُ
تَحلَّقَـت تَحتَـهُ الخنسـاءُُ حاضِـنـةً
بالودِ غيمـاً وزَهـرُ المُلتقـى خَضِـلُ
والسندريـلاَّ بنثـر العـطـرِ حالـمـةٌ
تَجسَّدت في مَعانـي السِّحـر تَكتَحِـلُ
والحيـدريُّ ينـادي ألـفَ مَلحَـمـةٍ
لتَزدهي الأحـرفُ النجـلاءُ والجُمَـلُ
من جَعفرِ الحُـبِّ صـار الـودُّ أغنيـةً
إن لامسَـت وتـرَ الأشـواقِ يَشتَعـلُ
هـذا رِضـا وطـنٌ أنشـودةٌ قـمـرٌ
من قبُّةِ الحُسنِ حتـى النَّخـلُ يَحتفـلُ
وياسميـنُ أسـالَـت ألــفَ قافـيـةٍ
فنادمَتهـا زهـورُ الـروضِ والمُـقـلُ
منصورُ والنـايُ والقِيثـارُ يـا أَمَلـي
بين المَكـانِ التقـوا والحُسـنُ مُنذَهِـلُ
وسيِّـدٌ يَستَثِيـرُ العـودَ فــي ألــقٍ
فَيُستَفـزُّ علـى أَعذاقِـنـا العَـسَـلُ
فراشةُ الـروح طـارتْ دون أجنحـةٍ
الـى رفيـقٍ بفيـضِ الحـبِّ تبتـهـلُ
ومن حُذيفَةِ يجـري الحُـبُّ فـي غنـجٍ
يالهَفَ نَفسِـي أَيجـري الحـب يارجـل
سلمى أقامَت على سـرِّ النَّـدى وطَنـاً
فَجـاءَ يَسكـنُ فـي أكنافِـهِ الحَجَـلُ
هـذا الصفـاء وإبراهـيـم ُمافتـئـا
كلٌّ علـى حلـل البسمـات ينتقـل
عبدالحليـمِ تنـدّى سـحـرُ بهجـتـهِ
مسكاً وروض المنى مـن عطـرهِ ثمـلُ
يـا زينـبَ الأدبِ الزاهـي بروعـتـهِ
إنَّ القصائـدَ مـن عينيـكِ تكتـحـلُ
وأحمـدُ العِـزِّ كَـم دَلَّـت مَناقِـبـه
على الضِّيـاءِ, وكـم يـاوُدُّ تشتعـلُ
كم نامَ في حُضنِ بِرمودا الإباء وكـم..
غنـى لديـه الهـوى وليَشـهَـدِ الأَزَلُ
وكـم أضـاءَ سنـا الجـوزاءِ مغرِبَنـا
من ثمَّ عـادَ علـى الأرجـاءِ ينسـدلُ
وبسمةُ العشقِ في ثغـرِ الفصيـحِ بـدت
لا يعتري رُوحَهـا خـوفٌ ولا وجَـلُ
ومفـرداتُ هـوى الإبـداعِ أجمعـهـا
من وحيِ أقصى شمـالِ القلـبِ تُرتجـلُ
محمـدُ ابْـنُ صـلاحٍ سـاقَ قافـيـةً
بديعـةً مثلمـا قـد سِيقـت الإبِــلُ
وروعةٌ في قوافـي الشعـرِ مـن أنـسٍ
لـم تعصـهِ أبـدا بـل طُـوَّعٌ ذُلــلُ
ياشعـرُ أخبـر صلاحـاً أنَّ أحـرفـهُ
تروي القلـوبَ ومنهـا تُبـرؤُ العِلـلُ
وتلك ليلـى لهـا فـي العلـمِ متسـعٌ
وبالرفيـعِ مـن الأخـلاقِ تشتـمـلُ
هبَّ السرورُ كنسْماتِ العفـافِ علـى
أرضِ الفصيحِ ففـاحَ النرجـسُ الرَّتِـلُ
خُلُودُ لحـنٌ وَ مُوسِيقَـى إذا انسَكَبَـت
لَيـلٌ يَمُـوجُ وبالأَنـغـامِ مُتَـصِـلُ
والشعرُ من عين إعصـارِ الهـوى نغـمٌ
يسمو إلى الأفقِ حتـى ينحنـي زُحـلُ
صغيرنـا الكاتـبُ العمـلاقُ أحرفـهُ
محلِّقـاتٌ و إنــي فـيـهِ منـذهـلُ
أما الغزالُ فكم أبكـى الحـروفَ علـى
بغـداد لمَّـا دهاهـا الحـادث الجلَـلُ
وذاك توجيـه علـوان الـذي نَهلـت
مـن نبـعِ أخلاقـهِ الآدابُ والنـبـلُ
أَشْرِقْ حَكيمَ فَصيحِ الُحُسـنِ مُنْتَشِيـاً
بالشعرِ واحذرْ قلـوبَ الغيـدِ تشتعـلُ
يَختـالُ "لؤلـؤةُ الأمـواجِ" فـي ألَـقٍ
و "وردةُ الوردِ" عِطـرٌ مـا لـهُ مَثَـلُ
تُهْدي رحيقاً إلـى الأحبـابِ تَغمُرهـم
بِوُدِهـا, مِـن شَذَاهـا يَقْطُـرُ الْعَسَـلُ
آنَستُ موسى بِنـارِ الشـوقِ ذو خُلُـقٍ
و شاعـرُ الظـلِ حَقـاً إنـهُ بَـطَـلُ
يـا رائـدَ النقـدِ لَمَّـا أَينَعَـت لُغَتـي
وَأَوشَكَ الشعـرُ فـي عَينـيَّ يَكتَمِـلُ
وَقفتُ فـي حيرتـي يـا مـن أراكَ أبـي
عبدُالعزيـزِ الـذي ترنـو لـه المُـقَـلُ
نَهـرُ العطـاءِ لَـهُ فـي القلـبِ مَنزِلَـةٌ
وفـي الفـؤادِ لـهُ مـنِ حُبِّنـا نُـزُلُ
إيمانُ أمونـةُ الخنسـاْء لـو مَـدَحَ ال
يَـراعُ دهـراً بهـا مـا صابنـي مَلَـلُ
من روحِ ايمـا تناهـى الـودُّ متصـلاً
حتى لكـادت عـروقُ الحـبِّ تنبـزلُ
عـنِ العـراق أجابـت ميـسُ قائلـةً
إن تسـألِ المجـدَ عنهـا يشهـدِ الأزلُ
موحا صديقُ حـروفِ الشعـرِ يأسِرُنـا
و شهريـارُ مَليـكٌ مـن لـهُ يَصِـلُ؟
وذا أبـو بكـرِ و الحِضْنـي وثالثـهـم
إنسانُ عينٍ نجـومُ الضـادِ مـا أَفَلُـواْ
يا فتنـةَ الشعـرِ ثـوري إنـه لهـبُ ال
صقيع خيرُ الـذي فـي المنتـدى بَذَلُـواْ
أمـا زهيـرُ فقـد كانـت قصـائـده
عتـابَ ودٍ وأشواقـاً لمـن رحـلـوا
إيناس سحرُ حضور الردِ كَـمْ عَصَفَـتْ
بِنـا المشاعـرُ مِمَّـا قَالـتِ الجُـمَـلُ
أَيـنَ الفَتَـى خالِـدٌ فَالبُعـدُ يُرهِقُنـي
وَالرُّكنُ من شَوقِـهِ مـا عـادَ يَحتَمِـلُ
يا نِيـلُ سِحـرُكَ وَالأَمـواجُ تَأسِرُنـي
لكِـنَّ بَـوحَ سَمِيـرٍ مـا لَـهُ بَــدَلُ
صَوبُ الغَمامِ جَرَت وَالشِّعرُ كـانَ لـهُ
هَمساً شَفِيفـاً علـى الأَوراقِ يُختَـزَلُ
قِبابُ مَكَّة تَشفِـي الـرُّوحَ إن تَعِبـت
ودارُ مَمدُوح مأوي كُـلَّ مـن نَزَلـوا
يَكسُو الفَضـا قَمَـرٌ وَالأُفـقُ يَرسِمُـهُ
بَـدراً وَوَجـهُ سَعِيـدٍ فِيـهِ مُكتَمِـل
إذا أطـلَ نبـيـلُ الشـعـرِ ديـدنـهُ
نُبـلُ المعانـيَ, والأخـلاقُ تتـصـلُ
غيثٌ من الشـوقِ بالتحنـانِ يُمطرنـا
فَيَنْبُـتُ الـودُ, مـا أحـلاهُ ينفـعِـلُ
ما ملَ يومـاً وعيـنُ المنتـدى شهـدتْ
ويشهـدُ البَـذْلُ والترشيـدُ والعمـلُ
حَزُّومُ حـازمُ مـا تـروي قصائدنـا؟
مهما تقول فَصِدقاً: فيـك مـا عدلـواْ
يا صاحبَ القصـبِ الغـادي تطالعنـا
بأحـرفٍ بعدهـا الأشعـارُ تنـسـدلُ
ميساءُ طوفي بـلادَ الشعـرِ واقتطفـي
شهـد المعـانـي يوافيـنـا فَننتَـهِـلُ
أحلى القصائد ياابن الطارفِ انسكبـت
ما زلتُ أمـلأ حتـى فاضـتِ القُلَـلُ
يامن ترى في الهـوى مأسـاةَ شاعرنـا
هلّا أزحـتَ همـومـاً فـيـهِ تَقتَـتِـلُ
ولـيـس إلّاكَ ياعـبّـود يمتُـعـنـا
بكـل قافيـةٍ يزهـو بـهـا الـغـزلُ
عبدو الذي في سـواء القلـبِ مسكنـه
قـد طالنـا منـه هجـرٌ مالـه أجـلُ
يا أخضرَ الحرفِ كم برعمـتَ مؤتلقـاً
ورداً ينـثُ علـى أغصانهـا الأمــلُ
بريـقُ ألمـاسـةِ الأشـعـار قاطـبَـةً
منها الحنـانُ ومنهـا الحسْـنُ والمُثُـلُ
والثَّائـرُ الأبـديُّ الـيـومَ يسكُنـنـا
رِيـاضَ حـبٍ وفيـهِ الطهـرُ يغتسِـلُ
وإن أتـاكَ غريـبُ المَغْـربـيِّ وفــي
كَفَّيهِ شعْـرٌ ، تـرى الإبـداعُ ينهمـلُ
عبدُالعَزيـزِ أبـو الصيَّـاغِ شاعـرنـا
إنْ غابَ يَومـاً فقلبـيِ ليـسُ يحتمـلُ
لِلشعرِ أنثـى يتيـهُ الفجـرَ فـي يدهـا
كأنمـاَ الشـعـرُ للريـهـامِ يمتـثِـلُ
مـنْ لـي كمثـلِ نـزارٍ فـي محبـتِّـهِ
هـوَ العِمـادُ لِهـذا الـدَّارِ والجـبَـلُ
بغدَادَ يَرقٌـصُ وَزنُ الشِّعـرِ فِـي يَـدِهِ
لو صاغ رجـزاً تهـادى بَعـدَهُ الرَّمـلُ
وهندُ يوسُفَ إمَّـا الزَّهـرُ حـاطَ بهـا
فراشـةٌ ، والنَّـدى فـي كفِّهـا طَفَـلُ
حسُّون يهدي الـى ورد النَّـدى مُقَـلاً
والجاذبيَّـةُ مِـن عينـيـهِ تكتـحـلُ
فـؤادُ زمزمُـكُ الهَانِـي ارتويـتُ بـهِ
وأسكرَ القومَ كأسٌ منـكَ يـا رجـلُ
يابنَ المُساعِـد حيـنَ الشعـرَ تُقرِضُـهُ
يأتـي جميـلاً ومـا قـد شابَـهُ زلـل
ولـي مـع الفـنِّ ميـعـادٌ وأغنـيَـةٌ
وعندَ ياسـرَ آلُ الشعـرِ قـد رحلـوا
عـن العِـراق أجـابَ المجـدُ إنَّ بــهِ
شمـسُ الظهيـرةِ بحـرٌ موجُـه ظُلَـلُ
والقُرطبـيُّ الـذي مـا قـالَ قافـيـةً
إلا وأزهـرَ فـي كُـلَ المـدى النَّفَـلُ
يُهَدهِـدُ القمـرُ المَـسـدولُ طِفلَـتَـهُ
دِينـا، وَدِينـا مَـلاكٌ لَفَّـهُ الخَـجَـلُ
على مياه الفـرات الحـبُّ يهتـف بـي
يعودُ بي حيثُ تـأوي الأعيـنُ النُجُـلُ
شهابُ يبحـثُ فـي شـوقٍ ويسألنـي
عن المعانـي التـي تزهـو بهـا الجمـلُ
فقلـتُ مقصلـة الأحـزانِ مَوسَقـهـا
لحـنَ المحبيـن بالأنـغـامِ يكتـمـلُ
شَيـخُ المَعَـرَّةِ فِينـا مُشـرِقٌ أَبَــداً
وَكِيفَ يَخبُو وشَمسُ الدِيـنِ مُشتَعِـلُ
وَعِندَنـا قَمَـرٌ إِن هَــلَّ مُبتَسِـمـاً
ألفَيـتَ إِليـاسَ بِالأَضـواءِ يَكتَحِـلُ
خَلفَ المُسافِـرِ أَعـدُو حامِـلاً كُتُبِـي
أُسابِـقُ الخُطـوَةَ الأُولـى ولا أَصِــلُ
هذا الفَصِيـحُ وَقَـد رَفَّـت جَوانِحُـهُ
الـى كَشاجِـمِ يَحـدُو شَوقَـهُ أَمَـلُ
أَبـا أَسامَـة مـا أَذكَـيـتُ قافِـيـةً
إِلِيـكَ إِلاَّ تَداعَـت نَحـوِيَ المُـثُـلُ
ما زِلتُ أَذكُرُ وَالجُـدرانُُ مـا نَسيَـت
مُحَمَّـداً إِذ تَغَنَّـى بِاسـمِـهِ الطِّـفِـلُ
و أيّ نـورٍ سكـونُ الليـل يسكـبُـهُ
لحنـاً لفاطمـةٍ مثـل الرُبـى خَضـل ُ
و حين يُصغي رضا صيـد الجميـل لـه
تـراه ينسـج أشـعـارا و يرتـجـل
(حميـدُ) قافيـةٍ قـد زانـهـا ألـقـاً
وفـي عكـاظ سـرى فرسانُهـا الإولُ
لا تترك الشـوق يـا محمـود يخذلنـا
فمن لروحي إذا مـا غبـتَ يـا رجـلُ
كمانُ حـبٍ بليـلِ الشعـرِ مُغْتَـرِبٍ
عـذبُ القوافـي لـه الإبـداعُ يمتَثِـلُ
على جسورِ حـروفِ المجـدِ فـي ألـقٍ
أمـيـر مملـكـةٍ للعـشـقِ يَنْتَـقِـلِ
وهـا هنـا بضفـافِ الحـرفِ ماثلـةٌ
سفينـةٌ لـفـراقِ اللـيـلِ تمتـثـلُ
وصيدلـيُّ القوافـي المجتـبـى أنــسٌ
طبُّ الحروفِ متى صـارت بهـا عِلـلُ
ومن فلسطين سـال الدمـع مـن قلـمٍ
فـي كبريـاءٍ تدنَّـى دُونَـه الجَـبَـلُ
كرستيانُ لـه قـد أزهـرت مـدنٌ
كـأنَّ أحرفَـهُ _مـن رقَّـةٍ عَـسَـلُُ
لقـد رأيـتُ كميليـا الطهـر شامخـة ً
أُرمـى إليهـا رياحينـا ً و لا أصــلُ
و من بنات الـرؤى و الديـن سارتنـا
بروحهـا كلمـاتُ الـود ّ تغتـسـل ُ
نورٌ أطلّتْ علـى الفصحـى برونقهـا
وقـد توحّـدَ فـي أعماقهـا الـغـزلُُ
و في المروج عقيـلٌ صـاغ مـن أدبٍ
سـوارَ حـبٍّ بـه الحسنـاءُ تَنشَغِـلُ
تضيءُ شعـري رميسـا وهْـي قارئـة ٌ
كأنها البـدْر ُ فـي الأشعـار مُكتمـلُ
و مـا الصديـق ُ سـوى نهـر أسابقـهُ
خريـرهُ فـاعـلٌ مستفـعـلٌ فـعـلُ
فيا نَديمي نديـم الشِّعـر لـو ذُكِـرَت
أسماءُ صَحبـي كَسـى كُثبانِـيَ البلـلُ
وكلما طافت الذكـرى لهـم رعشـت
أغصان روحي ففـزَّ العشـبُ والأَثَـلُ
هُـم ثُلـةٌ بَـارَكَ المَولـى اجتماعَهُـمُ
مَاغُرِّبُوا عَن حُروفِ الضَّـادِ وانشغَلُـوا
إذا بَكوا ضَحَكـتْ فـي أرضِهـم لُغـةٌ
هي السمـاءُ و هُـمْ أجرامُهـا جُعِلـوا
في منتدى الشِّعر كانـوا فـي خواطِرنـا
قصيـدةً رصَّعـت وجناتِهـا القُـبَـلُ
قرأت عيني و عجز لساني عن البوح
رائع ما قرأت هنا
بل اكثر من رائع
لكل حاضر و غائب من بين هذه الاسماء
اتقدم بأحر التهاني بمناسبة السنة الخامسة
لكم مني باقة ورود حمراء
يا اسرة الفصيح