التنمية السياحية في مواقع التراث العمراني
تعتبر السياحة في العديد من الدول من أهم الركائز التي يعتمد عليها الدخل القومي والسياحة في مفهومها هي الانتقال من مكان لآخر بهدف الاطلاع والتعرف والاستمتاع بمواقع مختلفة ويشمل ذلك السياحة الداخلية والسياحة الخارجية، كما تنقسم السياحة حسب نوعية المنتج السياحي إلى سياحة ترفيهية و ثقافية و دينية و علاجية، والسياحة بأنواعها المختلفة ترتكز على عدة مقومات تشمل المنتج السياحي والمصادر البشرية والإدارة والتمويل والتسويق.
و التنمية السياحية لمواقع التراث العمراني من أهم روافد السياحة و هو مصدر غير متجدد ، و يتجلى هذا من خلال إدراك أهمية العلاقة ما بين السياحة ومواقع التراث العمراني في إظهار ثقافة الحضارات المختلفة واستنباط المعلومات من خلال ارتياد أفراد المجتمعات المختلفة لهذه المواقع
كما يوفر التراث العمراني القيم العملية والفائدة من حيث الخبرة العملية في التعرف على المخزون التكنولوجي والخبرات الفنية والتقنية العلمية وتطوراتها و للتراث العمراني قيم اقتصادية وعملية كمساكن ومواقع وأماكن للنشاطات الترفيهية وكأساس للنشاطات الاقتصاديه ، ويساهم التراث العمراني في القيمة المكانية للبيئة التي يتواجد بها في ايجاد بيئة تاريخية تمثل مرحلة من المراحل التاريخية وتساهم في اضافة عنصر الزمن لعناصر التخطيط الحضري ليولد الاحساس بروح المكان.
و تعتبر السياحـة من أهم الموارد الاقتصاديـة للعديـد من الدول الغربية والعربية ونتيجة لانتشار العولمة فقد أصبح التعرف على حضارات الدول الأخرى أمر بالغ الأهمية وأصبحت السياحة بأنواعها من أهم المصادر الثقافية والتعليمية عن المجتمعات المختلفة .
ونتيجة لازدياد الطلب على ارتياد مواقع التراث العمراني من قبل القطاع السياحي أصبحت هنالك حاجة ماسة من قبل الدول المختلفة والتي تعتمد على السياحة كمصدر رئيسي وهام للدخل القومي ، أن تعمل على تطوير منتجها السياحي وزيادة مكتسباتها من الصناعة السياحية من خلال تنمية هذه المواقع ، مما أدى إلى ظهور العديد من التحديات والمعوقات لعملية التنمية والتطوير لهذه المواقع ومن المشاكل التي تواجه عملية التنمية لهذه المواقع على سبيل المثال لا الحصر اعتماد مبدأ التنمية المستدامة للتطوير والذي يتم من خلاله الحفاظ على هذه المواقع وتحقيق العائد الاستثماري المقبول لإدامة هذه المواقع بحيث تشمل أعمال الصيانة والترميم والتمويل وإدارة المواقع السياحية بالاضافة الى دراسة الآثار المتوقعة لعمليات التطوير على المجتمعات المستضيفة لمواقع التراث العمراني سواء سلباً أو إيجاباً.
وقد أظهرت التجارب المختلفة لتطوير مواقع التراث العمراني بهدف التنمية السياحية العديد من المعوقات من ضمنها ملكيات الأراضي التي يقع عليها التراث العمراني والقوانين والأنظمة المعمول بها بالإضافة إلى قوانين الاستثمار والتنظيم وقوانين حماية المناطق الأثرية و تحديد الاستعمالات الملائمة لأصالة التراث.
كما أن سلوكيات المجتمع المحلي وإدراكهم لأهمية هذه المواقع والتعاون مع الجهات المسؤولة عن التطوير تعتبر من أهم العوامل المؤثرة في عملية التنمية بالإضافة إلى وعيهم بأهمية المنتوج السياحي وتسويقه وأساليب إظهاره وإحساسهم بالعوائد المتأتية عليهم من خلال مشاركتهم في عملية التطوير.
بإختصار نستطيع أن نقول المشاكل يمكن ايعاز اسبابها الى التطور الاجتماعي والاقتصادي وغياب الوعي بأهمية التراث العمراني وعدم وجود التمويل اللازم لتحقيق الحفاظ وغياب الحماية القانونية وغياب مشاركة المجتمع المحلي والقطاع الخاص وعدم وضع آليات ملائمة تساهم في زيادة مشاركة المجتمع المحلي والقطاع الخاص في عملية الحفاظ .
أسئلة النقاش
الأسئلة التي اقترحتها لكم في الموضوع النقاشي الخاص بالتنمية السياحية في مواقع التراث العمراني :
س/ ما هي أهمية التراث العمراني و كيف يؤثر في نمو السياحة ؟
-
س/ ذكرت العديد من المشاكل و المعوقات التي تواجه تطوير مواقع التراث العمراني برأيك ما هي أهم المشاكل
التي تواجه عملية تطوير مواقع التراث العمراني ؟ و لماذا ؟
-
س/ لقد تطرقنا إلى العولمة في هذا الموضوع فكيف يمكن للعولمة التأثير على التراث الثقافي العمراني حسب رأيك ؟
-
س/ . ما هو دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث العمراني ؟
-
س/ مساحة حرة