حمد لله جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير
اللهم صلى على محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
فإبتداء أحب أن أحذر أن هذه التدوينة لا تصلح إطلاقا لمرهفي الحس ولا لمرضى الضغط كما أنها -بطبيعة الحال – لا تناسب من يعانون من إكتئاب
أعلم أن الممنوع مرغوب والتحذير هو طلب بالإستمرار ولكن من إستمر فلا يلومن إلا نفسه
فإن من واجب هذا الزمان الذي يسام فيه أهل الإسلام سوء العذب الجهاد فالنفس والمال فإن حيل بين الإنسان وبين ما يريد فلا أقل من جهاد الكلمة فرب قول أحيى أمة ورب قول يسيل منه الدم ولا أقل على من حرم من نصرة إخوانه بنفسه أن ينصرهم بالقول ويبين لهم ما علمه والله المستعان على كل الأحوال
فإن من مظاهر أزمة غزة التي مرت مرورا سريعا في 22 يوما فحسب ولعلها إنتهت الأن وستطوى صفحتها وتنتقل الكرة إلى أكثر الملاعب التي يجيد اللعب فيها اليهود والنصارى بعد القتل والسفك والتدمير وهو ملعب الدبلوماسية
فإن السذج والبسطاء من المسلمين لا يزالون يؤملون خيرا في أوروبا والغرب عموما فمن قائل يقول لعل أوباما وقائل يقول لعل بوش يكفر عن خطاياه وسائل يتسائل وأين روسيا والصين تهدد بإستخدام الفيتو وحسن نصر يخرج متبجحا بعد أن هاجم مصر – ونحن هنا لا ندافع عن مصر في تقاعسها عن نصرة إخواننا ولكننا لا نقبل أن يستغل أحد الوضع للصيد في الماء العكر – ويدعوها للحرب ويدعو الشعب للثورة على حكامه إذا به يصيح في البرلمان اللبناني قائلا ان الشارع العربي هاجمني لأني لم أحارب وقرار الحرب ليس في يدي ولا أستطيع جر البلاد إلى خراب !
فلبنان لا تجر إلى خراب ولكن نقبل مشكورين أن يحدث هذا لمصر , فرماني فداءه وانسل ثم من كان صاحب قرار حرب لم يستشر فيه أحد سواه ولم يذهب ضحيته إلا الأبرياء من أهل لبنان
والبسطاء يتسائلون وأين حسن نصر ؟ وأين إيران ؟ ألا يجيدون لغة غير لغة الكلام
على كل فخيانات الشيعة للأمة ليست موضوع تدوينة اليوم بل موضوعها هي رسالة لمن يؤملون في أوروبا والغرب خيرا فنقول لهم :
اقرئوا التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم لم يعلموا الخبر
وأحببت اليوم أن أشاطركم حديثا عن محاكم التفتيش النصرانية التي قامت برعاية الكنيسة الكاثولكية ممثلة في أقوى سلطة فيها وظاهرهم على ما كان فيها من مظالم وبغي الرهبان والقساوسة وهذه الأحداث كلها يعلمها النصارى قبل المسلمين ولا زالت هذه الصفحة من أنجس صفحات التاريخ الغربي القائم على النجاسة
يحكي التاريخ أنه في نهاية عصور دولة بني الأحمر في الأندلس (وهي أخر دويلات الأندلس قبل خروج المسلمين منها نهائيا وعاشت قرنين من الزمان في غرناطة قبل أن ينمحي الوجود الإسلامي في الأندلس لأسباب جاري ذكرها )
وكان نص المعاهدة بين محمد بن الأحمر ملك غرناطة وملوك قشتالة وليون وأراجون على كفالة الحرية للمسلمين وعدم مس مساجدهم وبيوتهم وأن يأمنوا على ذراريهم ونسائهم وأنفسهم إلى غير ذلك من الشروط التي تحفظ بلاد أهل الإسلام
ووافق فرديناند وإيزابيلا ملوك الإسبان على هذه الشروط على أمل أن يتمكنوا من إدخال المسلمين في النصرانية ثم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن كل جهودهم بائت بالفشل وبعد فترة اكتشفوا أن كل وسائل الترغيب لم تفلح مع المسلمين ولا اليهود لجعلهم يتركون مذاهبهم لتبدأ صفحة من أشد صفحات التاريخ ظلاما ووحشية إذ قرروا حمل الناس على إعتناق النصرانية قهرا وتهديد من يخالف ذلك بالسجن والحجر على ماله وأن يصبح من المماليك
ثم قرروا فصلا للمسلمين عن واقعهم منع تسمية المسلمين بأسماء عربية ومنع الكتابة بالعربية أو قراءة القرءان أو الكتاب الإسلامية أو الزواج على الطريقة الإسلامية والوضوء والختان ( يرجى الملاحظة أنهم لليوم يحاولون منع هذا ولعل الختان هي أعظم نجاحاتهم الأن لأن كثير من المسلمين يجهلون التاريخ ولا يعلمون أن الختان كان علامة على الإسلام في هذا الزمان وكان العلم أن الرجل أو المرأة مختونين كفيلا برميهم إلى غياهب السجون ) ثم أعقب هذا حرق كل الكتاب الإسلامية ومنع المسلمين السابقيين وصار إسمهم المورسيكيين على الزواج من بعضهم البعض بل إعتبار كل الزيجات السابقة باطلة وحثهم على تزويج بناتهن ونسائهن من النصارى الأصليين
وظنوا بعد هذه الإجراءات الإستثنائية أنهم بهذا نجحوا في القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين إلا أنهم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن المسلمين يمارسون عباداتهم سرا وأنهم تنصروا ظاهرا وقلوبهم مطمئنة بالإيمان فأشتد غيظهم على مسلمي بلادهم لتبدأ مرحلة جديدة حاسمة في تلك القضية
وخلافا للعهد الذي عقدوه مع بن الأحمر قرر النصارى قتل كل ما يثبت أنه على إسلامه أو يهوديته أو حتى يخالف المذهب الكاثوليكي وأخذوا موافقة البابا على ذلك
ثم لم يلبث أن حدث في يوم من أعيادهم في احدى قراهم أن اجتمع الناس لحفل وحضره الملك والقساوسة والرهبان اليسوعيين وفي ذلك الحفل أقاموا نجمة من معدن لامع فسقطت عليها ضوء الشمس فإلتمعت بشدة فصاح صائح هذا نور العذراء فقال واحد من رهبانهم إن هذا ليس نورها كله لأنه لا يزال هناك كفار بها في هذه البلاد ولن تظهر بنورها بالكامل حتى نقضي على كل الكفار فتصايح العوام صياحا عظيما حتى عثروا على يهودي فمزقوه شر ممزق ثم انطلقوا إلى داخل المدينة يبحثون عن المسلمين واليهود فيقتلونهم لم يستثنوا من ذلك إمرأة ولا طفلا رضيعا ولا شيخا هرما حتى غرقوا جميعا في دمائهم فانطلق فرسان الملك لإيقافهم وقتل بعضهم في هذا اليوم وكانت هذه الحادثة من أخطر المراحل في أسباب ظهور محاكم التفتيش , فقال الرهبان والقساوسة والملك إن قتل الكفار – من وجهة نظرهم – لا يكون إلا للدولة وعلى هذا صدر قرار بإنشاء محاكم التفتيش ووكل إليها قتل كل من يشك في كثلكته ومورس في هذا من العذاب ما لا يتصور فضلا عن أن يرى وذكر في هذا من الأمور ما لم يسمع عن أبشع منها ولا أفظع وكان هذا العذاب لا يستثني فيه حتى الأطفال الصغار ولا الشيوخ الكبار
وكانت حيثيات المحاكمة هزلية عادة فيكفي أن يثبت أنك امتنعت عن أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر أو غسلت أطرافك بالماء أو إستحممت يوم الجمعة – لو كنت أصلا مسلما – أو يوم السبت لو كان الأصل هو اليهودية أو إرتديت ثيابا أطيب من المعتاد يوم الجمعة أو اختتنت أو ختنت أبنائك أو بناتك أو سب النبي صلى الله عليه وسلم أمامك فلم تزد في سبه – قاتلهم الله جميعا – أو دافعت عن الإسلام بأي وجه من الوجوه أو أظهرت ضيقك من النصرانية أو اختليت بنفسك في أوقات الصلاة أو تزوجت على طريقة المسلمين أو سميت الله أو حمدته أو ذكرت الله ولو نطقت ذلك حال نومك فضلا عن اكتشاف مصحف في بيتك أو كتاب إسلامي ولو على سبيل الفضول أو ممارسة السحر ( لاحقا إتسع الأمر بعد أن أصدر راهبين من الدونيميكان كتاب مطرقة الساحرة ليصف علامات الساحرة وكان شدة جمال المرأة غالبا ما يكون دليل إدانة كاف علي أنها ساحرة وقتل بسبب هذا الألوف من النسوة البريئات )
وكانت أول المراسم تبدأ بأن يجمع المتهم أمام الناس جميعا ويطلب منه أكل لحم الخنزير أو الخمر فإن أبى كان هذا دليل على أنه لا زال على دينه فإن أكل منها كان ذلك بداية التعذيب حتى يعترف بأنه رجع إلى الإسلام مرة أخرى فإن اعترف أحرق أمام الناس جميعا حيا على مصطبة عالية خشبية تحرق من أسفلها لأعلاها حتى يرى الناس جميعا ما أصابه أو يدفن حيا في جدار من ترك نصفه للخارج ومن يمتعض أو يبدي ضيقه كان يلقى جزاء الحرق حيا
أما هذه المحاكمة فكانت بعد الإستجواب لمعرفة كل من يعرفهم على دينه وأماكنهم والإرشاد عن أهله وممتلكاتهم وسواء الإستجواب أو التعذيب ليعترف بأنه ترك دينه كان يتم بطرق لم ير أصعب منها ولا أبشع أذكر طرفا منها وهو من أقصى الأجزاء ولا أنصح بقرائته نهائيا لضعاف القلوب
1- من صور التعذيب إدخال المعذب قفصا حديديا فارغة يسمح له بالدخول فيه على يديه ورجليه وحجمه لا يسمح له بأكثر من هذا ثم يظل كذلك وهي وسيلة تعذيب عبقرية
2- كرسي المسامير ولا داعي لشرحه بل أنقل صورته مباشرة
كرسي المسامير
أعتقد أن صورته توضح طريقة عمله ولكن لمن يتصور أنه فهم فلا بد أن يرى هذه الصورة من متحف رندة (في إسبانيا ليفهم كيفية عمل هذا الكرسي العبقري )
طريقة عمل الكرسي
وكما يبدو في الصورة يجلس عليها الرجل أو المرأة عاريين ثم يتم كسر عظامة بواسطة المنجل وجذبه على على المسامير بواسطة السيور الجلدية بالإضافة إلى وقد النار من أسفل الكرسي كمبالغة في التعذيب
3- تحطيم الجسد ويتم ذلك كما في الصورة الأتية
تحطيم العظام
4- تابوت السيدة الجميلة يدخل فيه من يراد تعذيبه ليتم تمزيق نصفه العلوي تماما
تابوت السيدة الجميلة
5- النشر بالمنشار من ما بين القدمين إلى الرأس وطبعا ترف إرتداء الثياب في هذه الحالة ليس متاحا على إعتبار أن الثياب ستقع بدون أي جريرة من هؤلاء الوحوش
6- الحرق حيا :
ولا داعي لنقل عشرات الصور تكفي صورة واحدة فكلها بذات المعنى
7- أدوات متفرقة لتحطيم العظام
8- تمشيط الجلد بأمشاط من حديد والصورة التي عندي لا تصلح للنشر عموما
9- عجلة الموت والصورة تحكي بإختصار
10- كرسي يهوذا نسبة إلى يهوذا الإسخريوطي
وهذا الكرسي كان يجلس عليه المسكين عاريا وومربوطا من يديه ورجليه بشكله يشبه الهرم المقلوب بحيث يكون وسطه ساقطا على الكرسي أو يكون الحبل الذي يقوم بربط اليدين شبه عمودي بحيث يجبر على الجلوس بشكل شبه عمودي على الأرض جدير بالذكر أن هذا الكرسي عبارة عن هرم مدبب ويتم وضع المراد تعذيب رجلا كان أو إمرأة بطريقة لا داعي لتفسيرها ومهمة الحبال هي جعل الأمور عسيرة حيث تتولى الروافق على إنزال المسكين برفق شديد على هذا الكرسي ببطء شديد بطريقة تسبب ألما هائلا وللأسف لا تؤدي لموت سريع يشتهيه هؤلاء المساكين ولا يجدونه
11- منجل الرؤوس منجل ولكن يوضع بين حافتيه الرأس ويضغط عليه حتى تنكسر عظام الرأس داخله حتى تخرج العينين من محاجرهما
12 – شق جزء صغير لأسفل الأمعاء ثم سحب الأمعاء ببطء شديد كاف ليموت الإنسان بعد عذاب لا حدود له
13- جزء تعذيب خاص بالنساء ترددت كثيرا في كتابته لكن قدرت أنه لا أحد غالبا سيصل لنهائية هذه المقالة حيث تعرى المرأة تماما أمام حشد من الرهبان والجنود اليسوعيين ثم يحرق ثدياها بالنار ثم تقرض بمقاريض محماة على النار ويتم فعل هذا الفعل الشنيع في كل جزء من جسدها
14- أداه خاصة تشبه الكمثرى وتوضع في فم المعذب أو عجزه أو الفرج ثم تتسع لتسبب ألما لا حدود له
وأترك القارئ بعد هذه الوجبة البشعة لجزء منقول عن حكاية أحد الظباط الفرنسيين عن مشاهداته لأحد الأديرة وماذا رأى فيها على أن أعود لأكمل القصة وأعلق عليها في رسالة أخرى
تحدث أحد الضباط الفرنسيين فقال : “أخذنا حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، إننا فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها. فلم نجد شيئاً يدل على وجود ديوان للتفتيش. فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، كان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، وأنشأ زعيمهم يؤكد لنا براءته وبراءة أتباعه بصوت خافت وهو خاشع الرأس، توشك عيناه أن تطفر بالدموع، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت ”دي ليل” استمهلني قائلاً: أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!!. قلت له : فتشنا الدير كله، ولم نكتشف شيئاً مريباً.
فماذا تريد يا لفتنانت؟! .. قال : إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها.
عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة – وكنا نرقب الماء – فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف. فصفق الضابط ”دي ليل” من شدة فرحه، وقال ها هو الباب، انظروا، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف، كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير.
أخذ الجنود يكسرون الباب بقحوف البنادق، فاصفرت وجوه الرهبان، وعلتها الغبرة.
وفُتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفاً، وقال لي : يابني : لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.
قلت له، يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء، وسنرى من النجس فينا، ومن القاتل السفاك !؟!.
وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها.
وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء. ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض.
رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي.
رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي
وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها.
كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة.
كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.
أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.
ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة.
كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره. فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً .
كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.
وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم”
” فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد “
—–
المصادر :
مواقع أجنبية متعددة
كتاب التعصب والتسامح — محمد الغزالي
محاكم ودواوين التفتيش في إسبانيا والبرتغال –الدكتور على مظهر
مقالة من دفتر الذكريات الأندلسية د. سعد مطر العتيبي
Posted by awdaelwa3y in
أخبار وتحليلات,
صفحات من التاريخ,
من أجل التغيير.
Tags:
إنهيار الإتحاد السوفيتي,
الإمبراطورية الأمريكية,
الحرب العالمية الثانية,
صراع الحضاراتadd a comment الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ماذا لو انهارت الولايات المتحدة اليوم ؟
يبدو هذا السؤال غريبا من شقين :
1- كيف تنهار وهي في أوج قوتها
2- ما المشكلة ؟
الواقع أنني تفكرت قليلا في حال إندثار كل الحضارات فلاحظت ملاحظة هامة أن كل الحضارات كانت تنهار لتوسع الطريق لحضارة أخرى أشب منها وأقوى مثل الفتوة الذي كبر في السن ولم يعد يجاري شابا صغيرا فيقرر التنحي (علشان منظره قدامه ) بمعنى أنه في الوقت الذي تنهار فيه تلك الحضارة تكون الأنظار قد صرفت عنها فعليا وتموت غالبا موتا هادئا بدون الكثير من الضجيج فمن يقرأ تاريخ الحضارة الفرعونية يتعجب لإنتهائها بسلاسة شديدة أمام الهجمات الرومانية واليونانية ثم أخيرا أمام الفتح الإسلامي
من ينظر إلي إنهيار حضارة فارس الذي جاء في القرن الأول من الهجرة وإنهيار الحضارة البيزنظية على يد محمد الفاتح يدرك أن كل إمبراطورية تنهار تفسح الطريق لحضارة أصبى منها وأصلب عودا والتاريخ الحديث أقرب للتخيل فالإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس قد غربت عنها الشمس بعد إنتصارها في أكبر معاركها على الإطلاق في الحرب العالمية الثانية وبعد أنا كانت أقوى دولة في العالم صارت تابعا للولايات المتحدة تنتظر المعونة مثلها مثل دول العالم الثالث
فرنسا التي كانت تجاريها قوة ونفوذا سقطت في إسبوعين أمام القوات النازية ثم سقطت لا زال بها شموخ الإمبراطوريات ولكنها في الواقع تبدلت كثيرا لتفسح المجال للإمبراطوريتان الجديدتان إمبراطورية الشرق الحمراء السوفيتية وإمبراطورية الغرب مبهرة الألوان وكان من الواضح فعليا قبل إنهيار الحضارتين أن الملعب كان معدا لتتولى الإمبراطوريات الشابة شعلة التفوق ويبدو أن الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية قد لعبتا مبارة إعتزالهما في الحرب العالمية الثانية وخرجا منها بأداء أسعد شعبيهما ولكن الحقيقة التي أدركوها أن التفوق العلمي والعسكري للاعبين الشابين الجديدين هما من حسما المعركة حتى ولو كانت في الأصل معركة المخضرمتين فقررتا الإنسحاب بهدوء وإعطاء أرقامهما للإمبراطوريات الجديدة وقد أدركت الإمبراطوريتين من مباراة الحرب العالمية الثانية أن هذا أوان الإحتضار
وأن الإمبراطوريتين الجديدتين قادرتين تماما على تولي الركب الدولي من الناحية العلمية والبحثية والعسكرية والموارد والسياسة لأنهما كانتا تمتلكان كل ما تحتاجة الإمبراطوريات مشروعين عملاقين مراكز بحثية مدنية وعسكرية عملاقة ألات صناعية هادرة تدوري منذرة للعالم كله بإقتراب عصريهما قدرات عسكرية غير عادية تدعمها أسلحة غير مسبوقة سياسيين قادرين على إنتزاع السيادة لهما وفوق كل ذلك فإنهم يرون أن الحلفاء ما إنتصروا في الحرب إلا بمجهوديهما , صحيح أن المباراة كانت بإسميهما ولكن ظلت في النهاية الكلمة الأخيرة في تلك المباراة لهما وهم يرون أنه لولا الإنتصار الأمريكي السوفيتي لكان الرايخ الثالث تمرح في ميادين لندن وباريس ولوضع الشعار النازي في 10 داوننج ستريت وقصر الإليزيه الفرنسي لذلك كانت الصفقة نحن منحناكم الفوز في أخر مباراة لكم ولكن من الأن وصاعدا إما أن تعتزلوا أو تقبلوا اللعب في الصف الثاني ! وكان ذلك الشرط صارما وحادا ولذلك لما حدث الهجوم الثلاثي على مصر في 1956 من أجل إحتلال قناة السويس للمصالح المشتركة اتفق كلا من الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على توجيه إنذار شديد اللهجة للقوات المتحاربة لأن كعكة ما بعد الحرب من حقهما فحسب أما الباقون فسينتظرون ما يجود به عليهما المنتصرين الأكبرين فبعد الحرب أجبرت القوات المتحالفة ألمانيا على دفع قيمة تكاليف الحرب كنوع من الصلف الإمبراطوري وأدى ذلك إلى إصرار الولايات المتحدة على الحصول على قيمة ما أنفقته ذهبا في حين قبلت باقي الدول الحصول على مصانع كاملة لتكون ملكا لها وهذا ما أدى إلي قيام الإقتصاد الأمريكي بقوة لم يعرف العالم لها مثيلا لتتحكم في العالم إقتصاديا لمدار نصف قرن كامل , لذا فلا يحق للإمبراطوريات العجوز أن تسعى لإقتناص ما قد تحبه الإمبراطوريات الكبرى الأمر يشبه تماما قطعان الدببة حين ينجح كبير الدببه في الحصول على فريسة ما فلا يحل لأي دب سواه أن يمد يده على أي جزء من فريسته حتى ينال منها ما يشاء , وقد كانت حرب 56 صيحة الإحتضار الأخيرة أو حلاوة الروح كما يطلق عليها العوام وقد أدركت بعده تلك الدول أنها ستكون مجرد فزاعة للأمريكان والسوفيت وعلى كل دول العالم وضع رهانها على الحصان الذي تراه رابحا فراهنت الإمبراطوريات القديمة على الإمبراطورية الغربية وراهنت أغلب الدول الشرقية والأسيوية والصين على الجواد السوفيتي
وانقسم العالم إلى فريقين فريق يبشره لينين وستالين بجنة على الأرض قوامها السلام الإجتماعي والعدالة عندما تزال الحدود بين الدول وينتزع المال من الإقطاعين وأصحاب رؤوس الأموال ويقسم بالعدل بين الجميع وكان الفكرة الرئيسية عندهم قائمة على إزالة كل ما يفرق بين البشر فإذا كان المال كذلك فيمكن الحصول عليه عنوة من أصحابه وتوزيعه توزيعا يرونه عادلا أما الدين فهم كانوا يرون أن الدين أداة الحكام لتشكيل فكر الناس وللتغاضي عن ظلمهم وبالتالي فقد صاروا خلف الشعار الفرنسي إبان الثورة الفرنسية “إشنقوا أخر ملك بأمعاء أخر قسيس” فكانوا يرون أن القساوسة إنما يستخدمون نفوذهم طمعا في الحصول على أموال الناس وإقامة المصالح مع الملوك للحصول على منافع دنيوية فضلا عن كونه يفرق بين الناس فهذا يقول أنا مسلم وهذا نصراني ! (عوار هذا الفكر واضحة فلو فرضنا أننا أزلنا كل ذلك فماذا نفعل في قضية الأجناس والأعراق ؟ هل سنجبر كل الأجناس للزواج من بعضها وعدم زواج نفس الجنس ؟! ) وعلى الرغم من أن هذا الفكر براق ولكن لينين وستالين وبيريا قد حملوا الناس إلي جنتهم المزعومة بعصا غليظة يسوقون إليها الأتباع ومحرقة هائلة من التعذيب والمذابح الدموية في كل البلاد التي والتهم مثل مصر وإندونسيا والصين ويوغوسلافيا وسوريا والعراق ولكنهم كانوا يرون أن هذا العدد الكبير من الضحايا هام من أجل سلام البشر الدائم
على الجانب الأخر ظهرت إمبراطورية هائلة تعد الناس بجنة أرضية , لم يعدوا الناس بسلام شامل ولكنهم وعدوهم بجنة ملموسة قوامهما البرجر والكولا والسراويل المصنوعة من أقمشة الجينز والقمصان الزاهية والرقصات الصاخبة والحرية بلا حدود (في الفسق طبعا ) وملاهي ديزني لاند البراقة وأفلام هوليود الصاخبة والسينمات ومسارح برودواي ثم نجحوا نجاحا هائلا في وصف خطورة المرحلة الإنتقالية التي تحيى فيها الدول الشيوعية عن طريق نقل صور للفقر والقحط في دول الإتحاد السوفيتي ثم نجحوا في عهد ريجان لجر الإتحاد السوفيتي لحرب النجوم وسباق تسلح هائل لا يقدر الإتحاد السوفيتي عليه
وقد ذكر هيكل أنه في دوائر الأبحاث الإستراتيجية الأمريكية تم وضع 400 تصور للطريقة التي ينهار بها الإتحاد السوفيتي بما فيها تمرد مسلح محدود أو حرب شاملة أو ثورة شعبية أو أو أو أو ولكن الإحتمال الوحيد الذي لم يضعوه هو سكتة دماغية مباغتة وهادئة بلا إرهاصات سابقة أو بتعبير أقرب إنتحار هادئ بسم سريع السريان ليفاجأ جورباتشوف العالم كله ذات صباح بإعلان إنتهاء الإتحاد السوفييتي
وحتى الولايات المتحدة عندما بلغتها الأخبار لم تصدق وفركت أمريكا عينيها للتأكد من أنها لا تحلم وأنها كابوسها الرهيب قد انتهى بتلك البساطة
الأمر يشبه أن يستيقظ نادي الأهلي مثلا ليكتشف أن الزمالك قد اوقف عن اللعب فجأة !
تتبع في رسالة قادمة بإذن الله …..