من هي المرأة العظيمة؟
--------------------------------------------------------------------------------
يرى توفيق الحكيم أنه كي تكون المرأة ملكة البيت و قرةعينه يجب أن تتثقف أكمل ثقافة، و إقصاؤها عن المجتمع جريمة فظيعة ، و هي القتلالمعنوي بعينه، و لابد على المرأة أن تثور على امتهان كرامتها و آدميتها، و أن تقيمالدنيا و تقعدها، لأنه من المستحيل أن نرى في التاريخ حضارة قامت بدونها المرأة ولا انحطت بدونها، و قد سئل توفيق الحكيم عن النساء العظيمات ، فذكر أربع خصال تصلحأن تمثل ناحية نواحي العظمة في المرأة..، لأولى و الثانية معروفتان و الثالثة والرابعة مجهولتان..
أما الأولى و الثانية فهي تلك التي تشارك زوجها الجهاد فيشجاعة قائلة له: " امض في طريق الجهاد و أنا معك" ، و تحمل عنه و هو في منفاه لواءالثورة و تقاسمه إلى وفاته بيض الأيام و سوادها، ثم تبقى وحدها بعده برمز الأمةالمتحدة، ثابتة ن شامخة، كأنها الوحدة القومية، صُبّتْ في تمثال ، هي تلك المرأةالتي تبقى جديرة بزوجها في حياته و مماته، و هي تلك المرأة التي تبذل جهدها و مالهاووقتها في إقامة المنشآت العامة التي تنفع الناس في الحياة، أما الثالثة و الرابعةفهي تلك التي يعترف بعظمتها سوى زوجها، لأنها مجهولة كالجندي المجهول، مثله تجاهدفي الظلام، جهاد الأبطال، إنها تلك المرأة التي تهذب أطفالها و تنشئهم على حب المثلالعليا، تجمعهم كل ليلة عقب العشاء و تقص عليهم قصَصًا لذيذا ، مما تطالعه في وقتفراغها، هي آلهة ذلك البيت بالمعنى العظيم للكلمة، هي المعينة لزوجها في كل شيء،الناصحة له في كل أمر، إذا شذّ يوما عن نصحها ضلّ، تتحمل معه قوة الحياة منذ اليومالأول، و تذوق معه مُرُّ الكأس، هي تلك التبة تدير بيتها خير إدارة، هذه هي المرأةالعظيمة في نظر توفيق الحكيم ينبغي أن ينحني الجميع احتراما و إجلالا..
أماالخصلة الرابعة، و المهمة، فهي تلك التي تبحث عن رجل ذا رسالة عامة و شاقة، يكافحفي سبيل أدائها، معرضا حياته للنجاح و الفشل، و للسلامة و الخطر، رجل يعيش بمثلعليا، لأنها تريد أن تكرس نفسها لهدف عظيم..
و إذا كانت هذه المرأة العظيمة عندتوفيق الحكيم ، فأين هي المرأة العظيمة في نظر الدين الإسلامي الحنيفين أين هي تلكالمرأة العظيمة التي تطيع زوجها، لا تخرج إلا بإذنه، و التي أيقنت أن طاعة زوجها هيضمان لجنتها ، أين هي هذه المرأة اليوم ن في عصر طغت عليه الماديات، إنها فيالملاهي و الصالونات، تعرض نفسها كاشفة جسدها على شاطئ البحر علها "تظفر بعريس" زوكأنها سلعة تباع و تشترى في المزاد العلني، و نسيت هذه الخيرة أنّ الرّجُلَالمحترم، يبحث هو الآخر عن شريك محترم ، يسير إلى جانبه في طريق حياة جِدّية قدتكون عظيمة الأثر في تاريخ بلاده