السلام عليكم ورحمه الله
( ............عندما فشل بنو سوفيا في نقل الألة في جواز بدعة الاحتفال بمولد نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعندما يأسؤا من ذلك وتبددت آمالهم
جاؤا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ليزعموا للناس بأنه يجيز المولد !!
فما أعجب صنيعهم مع هذا الإمام الهمام فمرة يذمونه ويرمونه بالعظام ثم تراهم يقولون عنه بأنه صوفي!! وهكذا يوما عدوهم ويوما صديقهم فأي اضطراب هذا والأعجب منه قولهم بأنه يجيز المولد!! فمتى ؟ وأين ؟ وكيف ؟
لا يملكون إلا كلمات قد سودوا صحائفهم ببترها أو أقوال ـ لا أقول لم يفهوا معناها ولكن ـ أرادوا أن يسيروها لصالح عقائدهم والله المستعان
فلا يخفى على من قرأ كتابا واحدا لهذا الإمام الجليل بأنه سيف مسلط على رقاب أهل البدع من بني سوفيا والرافضة والخوارج والمرجئة وغيرهم ومجاهدا ضد أفعالهم المبتدعة طيلة زمانه قامعا لها ، وقد ملأ رحمه الله كتبه بالكلمات التي تدل على تحريمه لبدعة المولد النبوي والحكم عليه بأنه بدعة خلافا لما يزعمه هؤلاء المضطربين فيه وإليك بعض من أقواله في بيان أن الاحتفال بالمولد بدعة وضلالة :
قال رحمه الله : ( فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالى على صلاة تطوع من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الاوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ولو ساغ ذلك لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى أو بين الظهر والعصر أة تراويح فى شعبان أو أذان فى العيدين أو حج الى الصخرة ببيت المقدس وهذا تغيير لدين الله وتبديل له وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله " كل بدعة ضلالة " ) مجموع الفتاوى 23/133.
وقال رحمه الله : ( وسئل عمن يعمل كل سنة ختمة فى ليلة مولد النبى هل ذلك مستحب أم لا
فأجاب الحمد لله جمع الناس للطعام فى العيدين وايام التشريق سنة وهو من شعائر الاسلام التى سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالاطعام فى شهر رمضان هو من سنن الاسلام فقد قال النبى ( من فطر صائما فله مثل أجره ( واعطاء فقراء القراء ما يستعينون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن اعانهم على ذلك كان شريكهم فى الأجر وأما إتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الاول التى يقال انها ليلة المولد او بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة او اول جمعة من رجب او ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الابرار فإنها من البدع التى لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم ) مجموع الفتاوى 25 /298.
فلقد بان لكل من لم يقرأ كتابا واحدا لابن تيمية رحمه الله أنه يرى أن الاحتفال بالبدعة بدعة منكرة وضلالة في النار
ولكن تلك الهزيمة النفسية التي يعيشها بنو سوفيا جعلهم يعمدون إلى مقتطفات من كلام للإمام رحمه الله فيزنوا بها باطلهم ويوهنوا الناس بأن ذلك الأمام الذي حارب مذهبهم وافحم أولياءهم يقول بجواز المولد وتمسكوا بقطعة من كلامه وهو قوله : ( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للامام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب أو كما قال ) اقتضاء الصراط المستقيم1 /297.
فظن أؤلئك الجاهلون بمقاصد كلام الشيخ ومبدلي الكلام عن ظاهر معناه والواضح إلى ان الشيخ يرى جواز الاحتفال بالمولد النبوي واعتمدوا على كلمة بعد ان قطعوا سياقها كفعل القاريء ( ويل للمصلين ) !!
فقد كان مقصده رحمه الله أن هناك فرق بين القصد والفعل وليس لازما حمل الفعل على القصد بل لا بد الفصل بين ذلك الأمرين في الحكم على الناس كما دلت عليه قواعد الشريعة وإلا لو كان الأمر كما يظن هؤلاء لوقعنا في كثير من علماء الإسلام بزلة أو بخطأ
فالشيخ رحمه الله في هذا النص اراد ان يثبت الأجر على المقصد وليس على الفعل فلا شك ان ممن يقيم المولد لو سألته عن سبب قيام المولد قال الصلاة على النبي ومحبته وهذه ـ المحبة والصلاة على الرسول ـ فضيلة عند الله قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56
فلا شك أن هذا القصد هو عبادة وقد دعى إليها الله سبحانه ولكن صاحب المولد ابتدع بدعة فاسدة لتلك العبادة التي طلبها الله منّه.
ويوضح هذا قول الإمام رحمه الله في موطن آخر حيث قال : ( أن من كانت له نية صالحة أثيب على نيته وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع إذا لم يتعمد مخالفة الشرع ) اقتضاء الصراط المستقيم 1/371
منقول