بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فأعظم الوسائل سؤال الله والضراعة إليه في طلب التثبيت على الحق والاستقامة عليه، ولاسيما في أوقات الإجابة، كآخر الليل وبين الأذان والإقامة، وحال السجود وآخر ساعة من يوم الجمعة قبل الغروب كل هذه من أوقات الإجابة في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب عصر الجمعة، وكذلك من وسائل الثبات على الحق جهاد النفس في الصبر على الحق ولزوم الحق في طاعة الله وترك معصيته سبحانه وتعالى، ومن وسائل الثبات صحبة الأخيار ولزومهم والحذر من صحبة الأشرار كل هذه من الوسائل التي يعين الله بها العبد على الثبات على الحق والاستقامة عليه .
بعض الأحيان يكون الإنسان متمسكاً بدينه قائماً بواجباته على أكمل وجه، فيأتي عليه وقت ينقلب على كل شيء بدون سبب، فما هو توجيهكم جزاكم الله خيراً، وما هو السبب ؟
المشروع للمؤمن دائماً أن يضرع إلى الله جل وعلا، ويدعوه سبحانه أن يثبته على الحق وأن يمنحه العلم النافع والعمل الصالح، والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائماً يسأل ربه الثبات على الحق، فيقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، "اللهم إني أسألك الثبات على الحق اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذلك الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه على الحق من أعظم الأسباب لذلك الغفلة والإعراض أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله ولازم الحق وصحب الأخيار فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات، فعليك أيها السائل أن تكثر من ذكر الله، ومن الدعوات الطيبة، أن يثبتك الله على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وعليك أن تكثر من قراءة القرآن الكريم، وعليك أيضاً أن تصحب الأخيار فكل هذا من أسباب الثبات على الحق .