أفي الله شك ، عبارة ذكرت في آية كريمة من سورة إبراهيم في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :
(( قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات و الأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين ))
تأثرت بتلك العبارة اليوم و خطرت لي خواطر أردت نقلها إليكم
أفي الله شك عبارة تحمل من المعاني العظيمة ما لا يمكن إحاطته مهما كتبنا وو الله إنها لعبارة ربانية تكفي لتكون وحدها منهاج حياة
أفي الله شك و نحن نعيش بفضله و منه و كرمه و في أرضه و تحت سمائه
أفي الله شك و قد خلق الكون بنظام دقيق و تدبير حكيم
أفي الله شك و قد أسبغ علينا نعمه ظاهرة و باطنة و رزقنا و عافانا و هدانا و نجانا
أنت أيها المظلوم المعذب أفي رحمة الله شك ، أفي نصر الله شك ، أفي فرج الله شك
و أنت أيها الظالم المجرم أفي عدل الله شك ، أفي عقاب الله شك ، أفي جبروت الله شك
و أنت أيها الفقير المسكين ، أفي رزق الله لك شك ، ألم يتكفل لك الله برزقك حيث قال : ( و في السماء رزقكم و ما توعدون )
و الله لو فهمنا معنى تلك العبارة الرائعة لعشنا بسعادة و راحة بال
لو فهمنا تلك العبارة المضيئة (( أفي الله شك )) لما أصابنا هم و لا يأس و لا قنوط
لو فهمناها ما عصينا ربنا و لخجلنا من كل ذنب نرتكبه مهما كان بنظرنا صغيراً فلا تنظر إلى صغر معصيتك و لكن انظر إلى عظمة من تعصيه
لو فهمناها ما وجدنا ظلماً و لا سرقات و لا رشاوى و لا قتل و لا أذى
ولو تأملتم إخوتي بقلوبكم لوجدتم أن سورة إبراهيم بمجملها تتلخص في تلك العبارة التي تعبر عن معنى التوكل على الله بكل دقة و روعة
ففي سورة إبراهيم تجد قوله تعالى : (( و لنصبرن على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون ))
و فيها تمر معنا قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ترك أهله في مكان لا زرع فيه عند بيت الله المحرم حيث ترك أمنا هاجر و ابنهما الرضيع سيدنا إسماعيل عليه السلام امتثالاً لأمر ربه و كان واثقاً من رحمة ربه و لم يشك للحظة في رحمة الله فتوكل عليه و فوض أمرهما إليه جل في علاه و عندما سألته أمنا هاجر : ااالله أمرك بهذا ؟
فقال : نعم
فقالت و بكل إيمان و ثقة : إذاً لا يضيعنا
(( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ))
و في سورة إبراهيم يأتي الوعيد الرباني لكل ظالم يشك في عدل الله و قدرته عليه و نجد ذلك واضحاً في قوله تعالى
: (( و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ))
نعم أخي الحبيب إياك أن تشك للحظة في عدل و حكمة و رحمة ربك
إياك أن تظلم الناس ، إياك أن تعصي الله و تصر على معصيته ، إياك أن تقنط من رحمة الله
و الحمد لله رب العالمين