تقوم الحياة الزوجية السعيدة الناجحة علي الاستقرار والتعاون والتوافق بين الزوجين وعمق مشاعر المودة والحب بينهما. حيث يعتبر الحب ومشاعر الرومانسية عماد العلاقة بين أي زوجين وهو الذي يحمي العلاقة الأسرية ضد كافة العوامل السلبية المؤثرة مثل المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية او ضغوط الحياة اليومية. حيث يساعدهما علي تجاوز تلك المحن والأزمات عندها يتذكر الزوجان لحظات الحب والرومانسية الدافئةء التي جمعتهما يوما أو تلك المشاعر الجميلة التي حرصا دائما علي تبادلها والتعبير عنها . فيجب علي الزوجين أن يحرصا علي ألا يخلو يومهما من لمسات الرومانسية وأن يجعلاها عادة في التعامل بينهما مهما أزدات الضغوط في خضم الأحداث اليومية.
وينصح خبراء علم الاجتماع واستشاريو العلاقات الأسرية والزوجية كل زوجين بأن يعطيا بعض الأهتمام والتركيز للعلاقة التي تجمعهما . فالزواج بداية لحياة متكاملة وليس غاية او نهاية في حد ذاته بل هو الخطوة الأولي لمرحلة مختلفة خاصة جدا قوامها زوج وزوجة ومسئولية نحو مستقبل أفضل . فيوضح المستشار غسان القين مؤسس مركز تنمية وتطوير القدرات البشرية داخل المؤسسة الزوجية أن لا شيء يستمر بنجاح أبدا دون رعاية سواء لتحقيق النجاح في الدراسة أو العمل او حتي في الزواج . فيجب دائما بذل الجهد والرعاية والمتابعة من أجل تحقيق النجاح وذلك حتي إذا أردت أن تغرس نبتة صغيرة خضراء . وبالتالي فالعلاقة الزوجية هي أهم وأجدر وأرقي هدف يستحق العناية والاهتمام .
* ويقدم المستشار غسان القين بعض الملاحظات البسيطة التي قد تساعد الزوجين بالاستمتاع بعلاقة زوجية ناجحة ومثمرة وسعيدة.
* أروع الكلمات أبسطها وأصدقها: الكلمة الطيبة صدقة مع عامة الناس. وبالتالي فالأولي أن تسود تلك الكلمات الرقيقة الرومانسية خلال الحياة اليومية والتي يكون لها أعظم الأثر وأكثره سهولة. فإذا بدأت كلامك مع زوجتك في الصباح بكلمة "أحبك" أو أن ترسل لها رسالة حب قصيرة علي هاتفها المحمول خلال فترة العمل فهل تتوقع أن تولد بينكما مشكلة في مثل هذا اليوم؟ .. وبالمثل فإذا أيقظت زوجك بقبلة حانية واستقبلتيه بعد يوم العمل بحضن دافيء فلن يكون هناك أي فرصة لكي تنفذ أي مشكلة بينكما! أجعلي دائما الكلمات الحانية واللفتات البسيطة الرومانسية درعا واقيا لكما يمنع نشوب أي نزاع.
* التفكير الرومانسي : طوال اليوم سواء في العمل خارج المنزل أو داخله أو أثناء تعاملك مع الأخرين أو الاستذكار للأبناء فإن التفكير العملي المنظم هو الذي يحكم تصرفاتك ولكن عند التعامل مع الزوجة أو الزوج اجعلا التفكير الرومانسي يحكم تصرفاتكما "فانتم لباس لهن وهن لباسا لكم". وبالتالي استحضرا بين الحين والآخر مشاعر فترة الخطوبة الدافئة والأهتمام الكبير بالأخر وكيف كنت تترقبين أتصاله بك وكيف كنت تنتظر موعد رؤيتها وحلمكما بأن تقضيا العمر كله معا ويمكن للتسجيلات والصور التذكارية أن تحيي تلك اللحظات بينكما وتساعدكما علي استرجاع مشاعر الحب بينكما بقوة فحاولا أن تتذكرا ما الذي جعل كل منكما يحب الأخر في البداية وما يفضله ويحبه كل منكما أن يري الطرف الأخر يرتدي الألوان التي يحبها الأخر والعطور التي يفضلها.
* أعرفا الواجبات قبل الحقوق: في العلاقة الزوجية يجب أن يقابل كل ما يؤخذ بالتقدير ويرافق كل ما يعطي الحب والإيثار ويجب علي كل من الزوجين ان يعي كل طرف المسئوليات والواجبات المنوط له بأدائها. كما يعرف حقوقه التي يجب عليه الحصول عليها دون التفريط في أداء الواجبات أو تحصيل ما يحق له وذلك حتي تتمتع العلاقة الزوجية بلمسة من التوافق والإيثار والتعاون والتبادل الايجابي ومناخ نفسي واسري مريح ودافيء.
* وأخيرا فمن الضروري للغاية أن نعطي لكل عمل ومسئولية وقتها الكافي.. فالأعمال اليومية سواء للزوجة او الزوج خارج المنزل لها وقتها المحدد والواجبات المنزلية لها ايضا مواعيدها وبالمثل في كل ما نقوم به من واجبات. وبالتالي فالأولي أن يعطيا الزوجين لبعضهما مساحة من الوقت يوميا ولنفرض أنها ساعة يقضيناها منفردين ببعضهما بعيدا عن التحدث في مشاكل الحياة اليومية أو الشكوي أو مضايقات العمل أو المعيشة . ويركزا خلال هذه الفترة الزمنية علي رعاية تلك المشاعر والأحاسيس التي جمعتهما يوما وتحتاج للرعاية المتصلة حتي تكبر وتنمو وتستمر.