نبذه عن الصحابي (( ابو امامه الباهلي )) ..
نسبه واسلامه
إنه أبو أمامة الباهلي صدى بن عجلان - رضي الله عنه -، وعندما أسلم، وبعثه رسول الله ( إلى
قومه باهلة يدعوهم إلى الله عز وجل ، ويعرض عليهم شرائع الإسلام ، فلما جاءهم قالوا له :
سمعنا أنك صبوت (أسلمت) إلى هذا الرجل الذي يدعى محمدًا ، فقال أبو أمامة لهم: لا ولكن
آمنت بالله ورسوله، وقد أرسلني رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأعرض
عليكم الإسلام ، ثم أخذ أبو أمامة يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ولكنهم أصروا على الشرك
وعبادة الأوثان
قصة اسلام قومه
لما أطال الحديث معهم، ويئس منهم، قال لهم: ويحكم ، ايتوني بشربة ماء ، فإني شديد العطش
وكان عليه عمامة ، فقالوا له: لا ، ولكن ندعك تموت عطشًا ، فحزن أبو أمامة وضرب رأسه في
عمامته ونام ، وكان الحر شديدًا ، فأتاه آت في منامه حسن المنظر بإناء فيه شراب ، لم ير الناس
أجمل منه لونًا وطعمًا ، فأخذه منه ، وشرب حتى ارتوى.
فلما شبع من الشراب ، استيقظ من نومه، فلما رآه القوم قد استيقظ قال رجل منهم : يا قوم أتاكم
رجل من سراة القوم فلم تتحفوه ( أي تعطوه ما يريد ) ، فأتوني بلبن، فقال له أبو أمامة : لا حاجة
لي به ، إن الله أطعمني وسقاني ، ثم أظهر لهم بطنه ، فلما رأوا بطنه مملوءة ، وليس به عطش
ولا جوع قالوا له : ماذا حدث يا أبا أمامة، فحكى لهم ما رآه في منامه فأسلموا جميعًا.
وقال أبو أمامة بعد تلك الشربة : فوالله ما عطشت، ولا عرفت عطشًا بعد تيك ( تلك ) الشربة
جهاده
وكان - رضي الله عنه - يحب الجهاد في سبيل الله، وفي يوم بدر أراد أن يخرج مع رسول الله فقال
له خاله أبو بردة بن نيار : ابق مع أمك العجوز ، لتقض حاجتها ، فقال له أبو أمامة: بل ابق أنت مع
أختك وظل كل منهما يريد أن يخرج مع الرسول للجهاد ، فاحتكما إلى رسول الله في ذلك ، فأمر
رسول الله ( أبا أمامة أن يبقى مع أمه.
وظل - رضي الله عنه - ملازمًا النبي في جميع غزواته لا يتخلف عن غزوة ، ولا يتقاعس عن جهاد
وشارك - رضي الله عنه - في جميع الحروب مع خلفاء الرسول 0
وفاته
وتوفي أبو أمامة الباهلي بحمص في الشام سنة (81هـ)، وقيل سنة (86هـ)، وكان عمره (91)
سنة، وقيل: إنه آخر من مات بالشام من صحابة رسول الله