بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن بطة العكبري في كتابه الإبانة (2/254-255 القدر):
حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر الحافظ قال حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال كتب الأوزاعي إلى صالح بن بكر:
(أما بعد... فقد بلغني كتابك تذكر فيه أن الكتب قد كثرت في الناس، وردَّ الأقاويل في القدر بعضهم على بعض؛ حتى يخيل إليكم أنكم قد شككتُ فيه، وتسألني أن أكتب إليك بالذي استقر عليه رأيي، وأقتصر في المنطق، ونعوذ
بالله من التحيُّر من ديننا، واشتباه الحق والباطل علينا.
وأنا أوصيك بواحدة، فإنها تجلو الشكَّ عنك، وتصيب بالاعتصام بها سبيلَ الرشد إن شاء الله تعالى؛ تنظر إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله من هذا الأمر، فإن كانوا اختلفوا فيه فخذ بما وافقك من أقاويلهم، فإنك حينئذ منه
في سعة، وإن كانوا اجتمعوا منه على أمر واحد لم يشذذ عنه منهم أحد، فأين المذهب عنهم؟! فإن الهلكة في خلافهم، وإنهم لم يجتمعوا على شيء قط فكان الهدى في غيره، وقد أثنى الله عز و جل على أهل القدوة بهم فقال:
{والذين اتبعوهم بإحسان}.
واحذر كل متأوّل للقرآن على خلاف ما كانوا عليه منه ومن غيره، فإن من الحجة البالغة أنهم لا يقتدون برجل واحد من أصحاب رسول الله أدرَكَ هذا الجدل فجاء معهم عليه، وقد أدركه منهم رجال كثير فتفرّقوا عنه، واشتدت ألسنتهم عليه فيه، ... أسال الله لنا ولكم العصمة من كل هلكة ومزلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) اهـ
__________________
من كلمات ابن تيمية المضيئة:
(وملاك الأمر أن يهب الله للعبد حكمة وإيماناً بحيث يكون له عقل ودين حتى يفهم ويدين، ثم نور الكتاب والسنة يغنيه عن كل شيء) اهـ
مجموع الفتاوى 5/100