- لو كانت حقا للأرض جاذبية لما استطاع الإنسان أن يمشي فوق الأرض إلا كمن يمشي في الوحل الصعب، أو بالأحرى يجب أن يلتصق بالأرض...
- لو كانت حقا للأرض جاذبية لما احتاج الغواص لحزام الرصاص! لأن هناك قوة دافعة تفوق قوة الضغط فتمنعه من النزول إلى قاع البحر لذلك يحتاج إلى قطع من الرصاص ليعادل القوى...
- لو كانت حقا للأرض جاذبية لما استطاعت الحيتان، ولا السمك أن يسبحوا في البحر، ولا الديدان أن تسبح في باطن الأرض، ولا الحشرات كذلك...
- لو كانت حقا للأرض جاذبية لما استطاع النبات أن يشق الأرض ليرتفع إلى الأعلى...
- لو كانت حقا للأرض جاذبية لما طُرح السؤال: لماذا يغرق المسمار ولا تغرق السفينة!؟
- لو كانت للأرض حقا جاذبية لما نبعت عين ماء من الأرض لأن قوة الجاذبية في باطن الأرض من المحتوم أن تكون أقوى من السطح، وفي هذه الحال يغور الماء بدل أن ينبع متدفقا إلى الأعلا...
ولكي نتمكن من الوصول إلى ما يمكن أن نصل إليه، أو نكتفي بما قاله " نيوتن، و، جاليليو "؛ علينا أولا بمعرفة جيولوجية الأرض قبل كل شيء؛ ومن هذا الباب نجد علماء الجيولوجية يُقرّون أن الأرض على شكل ألواح وصفائح، وهذا لا جدال ولا نقاش فيه بحكم الآية الكريمة:﴿ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾، [الرعد: 13 // 4].
كما أن لا جدال في مغناطيسية هذه الألواح، كما لا جدال من أن الأرض لها قطبين أحدهما يُعرف بالقطب الشمالي الذي تتجه نحوه البوصلة، والقطب الجنوبي؛ كما يُقرّون أن هذه الألواح في حركة دائمة، والحركة الدائمة لا تكون إلا على إثر تدافع لا على إثر تجاذب...
فمن خلال هذه الزاوية لو مثلنا الألواح بقطع من المغناطيس في وسط برادة الحديد، فإن كانت موضوعة على شكل: جنوب - شمال :
شمال - جنوب
فهنا نرى خطوط القوة في حالة تجاذب؛ انظر الشكل: 77.
أما إذا كانت موضوعة على شكل: شمال - جنوب
شمال - جنوب
فهنا نرى خطوط القوة في حالة تدافع؛ انظر الشكل: 78.
إذا، إذا كانت الأرض ذات قطبين شمالي، وجنوبي ففي هذه الحالة يجب أن تكون الألواح موضوعة على شكل تدافع، لأن إذا كانت للأرض جاذبية يجب أن تكون الألواح موضوعة على شكل تجاذب وفي هذه الحال تصبح الأرض ذات قطبين: قطب جنوبي شمالي، وقطب شمالي جنوبي؛ وفي هذه الحالة تفقد البوصلة دورها الاتجاهي؛ وبما أن الأرض لها قطب شمالي، وقطب جنوبي فالألواح موضوعة على شكل تدافع كما يبين الشكل: 78...
فمن خلال هذا المشهد نستنبط أن الألواح تتدافع، ونستنبط كذلك وضعية الألواح؛ كما أننا نستنتج كلما وضعنا قطعة مغناطيسية وإلا ازداد الحقل المغناطيسي اتساعا وقوة، وبذلك يكون التدافع أقوى فأقوى.
وبالتالي نأخذ خطوط القوة للتدافع ونضع عليها ألواحا، فيتبين لنا أنه حقيقة تتدافع بقوة مذهلة، لأنها تحت ضغط تجاور العديد من القطع، انظر الشكل: 79.
أما إذا نظرنا من نافذة قانون الأضداد يجب إن كانت للأرض جاذبية أن يكون مضادها التراجع أي: الامتصاص؛ ونحن نعلم أن هناك ضغط جوي؛ فقوة هذا الضغط المسلطة على سطح الأرض يجب أن تصطدم مع قوة مضادة من أجل توازن القوتين.. والقوة المضادة للضغط من المنطقي والطبيعي ليست قوة الجذب، بل قوة الدفع...
وإذا ما نظرنا من نافذة قانون القوى سوف نرى أنه لابد من قوتين مضادتين تبطل بعضها مفعول بعض حتى لا تتغير حركة واتجاه الأجسام...
وإذا خرجنا عن غلاف الضغط الجوي حتما سوف ندخل تحت تأثير جاذبية الشمس، وفي هذا الحال لماذا كل الأجسام خارج غلاف الضغط الجوي فاقدة الوزن!؟ فإذا كانت الكتلة تتأثر بالجاذبية فيصبح للجسم وزنا فلماذا هذه الأجسام كلها خارج غلاف الضغط الجوي فاقدة الوزن!؟ ويبقى السؤال المطروح لماذا الكواكب ثابتة في أفلاكها؟ فقيل لأنها تحت تأثير جاذبية الشمس! ولكن هذا الجواب يُعدّ ناقصا لأن قانون الأضداد يحتم علينا قوة مضادة لجاذبية الشمس من أجل إبطال القوتين كي يحصل التوازن للجسم فتصدر منه قوة رد فعل، أو قوة الطرد، أو قوة عكسية، أو قوة استقرار.. لهذا يُجيبنا الله، سبحانه وتعالى، عن هذا التساؤل بقوله:﴿ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ﴾، [الطارق: 86 // 11]. فهنا نتأكد من أن للشمس جاذبية لأن القوة المضادة لقوة الجذب هي قوة التراجع، وقوة التراجع قد تعني الامتصاص...
وهناك مسألة أخرى أود أن أشير إليها: لنفترض كرة فلاذية تنطلق من بداية خط غلاف الضغط الجوي انطلاقة حرة نراها تتسارع بين الثواني والمسافات، فقيل لأنها تحت تأثير جاذبية الأرض، ونحن نعلم إن كانت جاذبية تأثر من هذه المسافة على كرة فلاذية! فكيف حال من هو فوق سطح الأرض، أما الذي في باطن الأرض لا تسأل عن حاله!...
ومن خلال تراجع السماء، وجاذبية الشمس، والضغط الجوي، ودافعة الأرض نستنتج أربع قوى مضادة، وكل قوة يجب أن تكون متوازنة مع القوة المضادة، والأجسام التي تقع بين كل قوتين مضادتين تصدر منها قوة رد فعل كما هو الشأن لدى الإنسان، والحيوان، والحشرات...، أو قوة الطرد كما هو الشأن عند الكواكب، أو القوة العكسية كما هو الشأن عند كوكب الزهرة، والقمر، أو قوة الاستقرار كما هو الشأن عند الحجر، والنبات...
أما إذا وقع خلل أو زيدت قوة عن الأخرى فحينها تفقد الأجسام توازنها كما هو الشأن عند هبوب الرياح القوية يفقد الإنسان توازن مشيه، وكذلك الحيوان... كما أن هذه الأجسام لا تساعدها فقط القوة الصادرة منها، بل أيضا شكلها يبطل كذلك من القوتين المؤثرتين على الجسم، ونحن نعلم أن كل أشكال الأجسام لها شكل دائري، من أعضاء الإنسان، والحيوان، والطير، والحشرات، والنبات، والأحجار...
ومن خلال ما ذكرنا نستنتج الرسم التالي، ، انظر الشكل: 84.
وبالتالي نستنتج أن ليس هناك جاذبية للأرض، بل لها قوة دافعة تضادها قوة الضغط الجوي، وجاذبية الشمس تضادها قوة تراجع السماء؛ أما إذا تكلمنا عن القوى الأربعة فحينها نقول: قوة دافعة الأرض تضادها قوة الضغط الجوي، وفي نفس الوقت قوة الضغط الجوي تضاده قوة جاذبية الشمس، وفي نفس الوقت جاذبية الشمس تضادها قوة تراجع السماء، فسبحان الذي خلق كل شيء، وهداه، ثم السبيل يسره، سبحان الذي خلق كل شيء بحساب، كل شيء موزونا في كل شيء، وسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسنا ومما لا نعلم..