لقد حثت الشريعة الاسلامية والقوانين الربانية على التكافل
الاجتماعى لينعم الانسان بالراحة والاستقرار فى الحياة
و لقد أوجد الإسلام وسائل عديدة للمسلم لكي يتحقق التكافل
الاجتماعي منها الزكاة، الصدقات، الوقف و يعد صدقة جارية،
الديات، الكفارات، و النذور
والتكافل الاجتماعى فى الاسلام هو تكافل مادى ومعنوى
فلم يقتصر على الشعور السلبى فقط بل تضمن ايضا الفعل
الايجابى
لقد ظهر مفهوم التكافل الاجتماعي في كثير من الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية. يقول الله تعالى في قرآنه الكريم
"إنما المؤمنون إخوة" [سورة الحجرات، آية 10]
كما يقول {و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة، آية 71].
كما ورد في السنة الكثير من الأحاديث التي تحث المسلمين على
التآخي و الإيثار من أجل الآخرين. قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم،
" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"
و قوله "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد إذا
اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى".
و أيضا قوله صلى الله عليه و سلم،
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
التكافل الاجتماعي هو حق أساسي من حقوق الإنسان التي كفلها
الله تعالى لعباده منذ أربعة عشر قرنا.
و قد ضرب الخلفاء عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنهما أروع الأمثلة التي أوضحت كيف أن الحاكم
الصالح قادر أن يحقق العدل و الرخاء لأمته من خلال الأمانة و
العدالة الفائقة في توزيع أموال الأمة.
فلقد قال الخليفة عمر بن الخطاب في عام الرمادة وهو عام
المجاعة,"و الله الذي لا إله إلا هو، ما أحد إلا و له في هذا المال
حق أعطيه أو أمنعه، و ما أحد أحق به من أحد، و ما أنا فيه إلا
كأحدكم ... و الله لئن بقيت، ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من
المال و هو يرعى مكانه".
أما في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، فلقد محي الفقر و حل
محله الغنى في جميع أنحاء الأمة، مسلمين كانوا أو غير مسلمين.
فعن سهيل بن أبي صالح، كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد
الحميد بن عبد الرحمن و هو بالعراق أن أخرج إليهم أعطياتهم
فكتب إليه عبد الحميد: أني قد أخرجت للناس أعطياتهم و قد بقى
في بيت المال مال. فكتب إليه: أنظر من أدان في غير سفه و لا
سرف فاقض عنه، فكتب إليه: أني قد قضيت عنهم و بقى في
بيت مال المسلمين مال، فكتب إليه: أنظر كل بكر ليس له مال
فشاء أن تزوجه فزوجه و أصدق عنه، فكتب إليه: أني قد زوجت
كل من وجدت و قد بقى في بيت مال المسلمين مال، فكتب إليه
بعد مخرج هذا: أنظر من كانت عليه جزية فضعف عن أرضه
فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه، فإنا لا نريدهم لعام أو
لعامين".