الحارث بن سُرَيْج (؟ ـ 128هـ، ؟ ـ 746م). الحارث بن سريج بن ورد بن سفيان بن مجاشع التميمي أحد دعاة الإصلاح الديني في أواخر عهد بني أمية. أخذ على عاتقه إتمام الحركة الإصلاحية التي قام بها ثابت قُطنة وأبو العيداء، من موالي خراسان، وقد قضى على ثورتهما يزيد بن المهلب. واشتهر الحارث في حروب المسلمين ضد الأتراك فيما وراء النهر. كان من سكان خراسان، وخرج على أميرها الأموي سنة 116هـ، 734م، فلبس السواد، خالعًا طاعة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، داعيًا إلى الإصلاح في ضوء الكتاب والسنة والبيعة لآل البيت، وسرعان ما استولى على المدن الواقعة على شواطئ نهر سيحون، واضطره أسد ابن عبد الله القَسْري ـ الوالي الأموي ـ إلى التخلي عما فتحه من البلاد والانسحاب إلى طخارستان ومنها إلى بلاد ما وراء النهر، سنة 118هـ، 736م، وانضم منذ ذلك الحين إلى الأتراك ضد العرب، وأقام ببلاد ما وراء النهر اثنتي عشرة سنة. وأقنعه نصر بن سيَّار بقبول أمان الخليفة الأموي يزيد بن الوليد، فعاد إلى مرو، عاصمة خراسان سنة 127هـ،
744م، ورفض قبول أي عطاء، زهدًا في الدنيا، واشترط تحكيم الشريعة في كل الأمور، والاستعانة بأهل الصلاح. وعندما ظهرت الفتنة بين القبائل العربية إثر موت الوليد الثاني، امتد أثرها إلى خراسان، حيث خرجت اليمانية على نَصْر، وخرج عليه الحارث وأخرجه من مرو بمعاونة اليمانية، ثم انقلبت اليمانية على الحارث، ودارت حرب بين الفريقين، لم تضع أوزارها إلا بعد مقتل الحارث أمام أسوار مرو. واستفادت الدعوة العباسية من هذا الجو المضطرب بخراسان، فتمكن داعيتها أبو مسلم الخراساني من إعلان الثورة ضد الأمويين من خراسان.