الجلَّـكي سمكة ذات جسم طويل يشبه جسم سمك الأنقليس، ويعتبرها العلماء من أقل الفقاريات (الحيوانات ذات العمود الفقري) تطورا. وبعكس معظم الأسماك الأخرى فالجلكي ليس له هيكل عظمي، بل له حبل ظهري يشبه العمود الفقري، ويتكون من نسيج مطاطي يُسمّى الغضروف. وللجلكي زعانف فوق ظهره وليس على جانبيه، والفم مستدير، وليس به فكوك، ولكن لديه المقدرة على الامتصاص بقوة، وفي بعض الأنواع يتكون للجلكي المكتمل النمو أسنان قرنية، ولذا يتمكن من التعلق بالأسماك الأخرى بفمه الماص، ويثبت نفسه بأسنانه، ويتغذى بالدم وسوائل جسم الفريسة الأخرى.
الجسم. جلد الجلكي أملس لامع عديم القشور، ويصل طول الجسم في جلكي الجداول الذي يعيش في مجاري المياه الصغيرة في المناطق المعتدلة في كل من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية إلى حوالي 20سم، أما الأنواع الأكبر حجمًا فتعيش في الأنهار والبحيرات.
يصل طول جلكي البحر إلى 90 سم، ويعيش في المحيطين الأطلسي والهادئ. ولجميع أنواع الجلكي لون باهت، يتفاوت من الأسمر الفاتح إلى البني المرقط أو الأسود المزرق. وليس لهذه الأسماك أسنان عظمية حقيقية، لكن الأسنان تكون في شكل تراكيب قرنية تنمو من السطح الداخلي للفم.
العادات. تتوالد الجلكي في مجاري المياه العذبة الرائقة. ويحفر الذكر والأنثى عُشًا ضحلاً على الحصى أو الرمل الخشن في قاع المجرى، وتضع الأنثى البيض في ذلك العش، يخصب الذكر البيض بإفراز سائله المنوي عليه، وبعد ذلك تموت الأسماك المكتملة النمو. وتُسَمّى يرقات الجلكي يرقات الأموسيت وتكون عمياء وبلا أسنان، وتشبه الديدان. وتعيش هذه اليرقات في الرمل أو الطين في قاع المجرى لعدة سنوات، ثم تتحول إلى الطور المكتمل ذي الأعين والأسنان.
وتتغذى الجلكي الطفيلية بالتعلق بالأسماك، وكشط فتحة في الجلد، ثم امتصاص الدم وسوائل الجسم الأخرى. أما الجلكي غير الطفيلية فأطوارها المكتملة لاتتغذى، حيث تضمر أجهزتها الهاضمة، ولذا فهي تعيش فقط حتى فصل التزاوج ثم تموت بعد ذلك.
القدرة التدميرية. تعد الجلكي البحرية الكبيرة من أكثر أسباب هلاك الأسماك، فهي تهبط إلى البحر عند نضجها وتفترس الأسماك الكبيرة. ولكن بعض الجلكي البحرية ـ لم تهبط أجيالها التالية إلى البحر ـ عندما أدخلت إلى البحيرات العظمى العليا في أمريكا الشمالية خلال قناة ويلاند ـ بل بقيت هناك لتفتك بسمك التروتة والسمك الأبيض وغيرهما من الأسماك الكبيرة في البحيرات العظمى.
وقد حاول العلماء مكافحة تلك الجلكي بوضع سياج مكهرب عبر القنوات لمنعها من التوالد ووضع البيض ولكن تكلفتها كانت عالية، وصيانتها صعبة.
وقد اكتشف الباحثون أن المادة الكيميائية المسماة (تي. إف. إم) يمكنها قتل الجلكي دون أن تؤذي الأسماك الأخرى في الأنهار. وقد أدت معالجة الأنهار بهذه المادة إلى انخفاض كبير في أعداد الجلكي حتى منتصف ستينيات القرن العشرين الميلادي.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/e/e5/Lamprey_illustration_side.pnghttp://www.uvm.edu/~irwe/images/project_images/Lamprey.jpghttp://www.brisbanetimes.com.au/ffximage/2007/12/07/470lamprey.jpg