السُّهول الكبرى منطقة حشائش جافة واسعة في شمال أمريكا. وهي منطقة ذات أهمية زراعية وتعدينيَّة. تمتد السُّهول الكبرى حوالي 4,000كم من شمال كندا حتى نيومكسيكو وتكساس في الولايات المتحدة. وتمتدُّ شرقًا حوالي 650كم. ومن سلسلة جبال الروكي حتى ساسكاتشوان الغربية في كندا. وحتى داكوتا الجنوبية، ونبراسكا، وكنساس وأوكلاهوما شرقًا بالولايات المتحدة. ويتكون الحدُّ الغربي عبر الجبهة الجبلية مابين 1,350 إلى 2,000 متر ارتفاعًا. أما الحدُّ الشرقي فهو بين 450 و600 متر ارتفاعًا، وتحتوي الأنهار الرئيسية: أركنساس، والكندي، وميسوري، وبلات، وساسكاتشوان.
يعيش عدد قليل نسبيًا من الناس في السهول الغربية الكبرى عبر جبال الروكي. ويزداد عدد سكان المنطقة كلما اتجهنا شرقًا.
وتعتمد نسبة كبيرة من النباتات والحيوانات على السهول الكبري. حيث تحتوي على تشكيلة متنوِّعة من الحشائش، بما فيها عشب الجرامة الزَّرقاء، وحشائش الجاموس، وحشائش القمح المنقورة، وقليل من العشب الأزرق. وتحتوي المنطقة على حيوانات مثل السحالي، والأبوسوم (حيوان أمريكي)، وكلاب البراري، وابن عرس، والراقون، والأفاعي الجرسية والظربان الأمريكي.
وتسيطر الزراعة والتَّعدين على اقتصاديات السهول الكبرى. وتعتبر السهول الكبرى كذلك واحدة من مناطق زراعة القمح الرئيسية. وتتضمن المنتجات الزراعية الأخرى كلاً من الفصفصة والشعير، والشوفان والجاودار (نبات كالقمح). وترعى الأبقار والماعز والأغنام في كثير من الأماكن في المنطقة. وتنتج السهول الكبرى زيتًا بكمية أكبر مما تنتجه أية منطقة أخرى في الولايات المتحدة أو كندا. وتحتوي المنطقة الشمالية منها على مخزون هائل من الفحم الحجري.
وكان الهنود أول من سكن السهول الكبرى. وكان الأسبان أول الأوروبيين الذين اكتشفوا المنطقة في بدايات القرن السادس عشر، وبدأ الفرنسيون تجارة الفراء مع الهنود في المنطقة في أوائل القرن الثامن عشر. وبعد الحرب الأهلية الأمريكية (1861 - 1865م) قادت خطوط السكك الحديدية التي بُنِيَت تجاه الغرب عبر السهول الكبرى لإنشاء مدن جديدة ومناطق زراعة ورعي. وقد اكتشف مخزون كبير من النفط والغاز الطَّبيعي في المنطقة في بداية العشرينيات من القرن العشرين. ومنذ الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م) زاد النَّفط وتعدين الفحم الحجري في هذه المنطقة.