بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
س38:وسئل رحمه الله :هل السماء الثانية فما فوقها تكون فوقه إذا نزل إلى السماء الدنيا؟
فأجاب رحمه الله : لا ، ونجزم بهذا لأننا لو قلنا بإمكان ذلك لبطلت صفة العلو ، وصفة العلو لازمة لله ، وهي صفة ذاتية لا تنتفي عن الله ، ولا يمكن أن يكون شيء فوقه .
حينئذ يبقى الإنسان منبهتا : كيف ينزل إلى السماء الدنيا ولا تقله ولا تكون المسماوات الأخرى فوقه هل يمكن هذا؟!
الجواب : إذا كنت منبهتا من هذا فإنما تنبهت إذا قست صفات الخالق بصفات المخلوق ، صحيح أن المخلوق إذا نزل إلى المصباح صار السطح فوقه ، وصار سطح المصباح يقله ، لكن الخالق لا يمكن أن يقاس بخلقه ، فلا تقل :كيف؟ولم؟ فإذا هذان السؤالان :
هل السماء تلقله؟
الجواب : لا،لأنك إن فرضت هذا لزم أن يكون الله محتاجا إلى السماء والله تعالى غني عن كل شيء ، وكل محتاج إليه.
والسؤال الثاني : هل تكون السموات فوقه ما عدا السماء الدنيا؟
الجواب : لا،لأنك لو فرضت ذلك لزم انتفاء صفة العلو لله ، مع أن العلو من صفات الله الذاتية التي لا ينفّك عنها.
فالسؤال هذا من أصله بدعة ، كما قال مالك للذي سأله عن الاستواء كيف استوى؟قال:(السؤال عنه بدعة)يعني لأنه ما سأل الصحابة عنه فأنت الآن ابتدعت في دين الله حيث سألت عن أمر ديني ما سأل عنه الصحابة وهم أفضل أفضل منك، وأحرص منك على العلم بصفات الله ، لكن مع ذلك لو قال : أنا يساورني القلق أخشى أن أعتقد بصفات الله ما لا يجوز فبينوا لي وأنقذوني ، فحينئذ نبين له ، لأن الانسان قد يبتلى بمثل هذه الأمور ويأتيه الشيطان ويوسوس له ويقول :كيف؟وكيف؟حتى يؤدي به إلى أحد محذورين : إما التمثيل ، وإما التعطيل ، فإذا جاءنا ويقول : انقذوني ما زال هذا يتردد في خاطره ما يكفيني أن تقولوا : بدعة.كيف أذهب ما في خاطري وقلبي .نقول نبين لك.
كتاب فتاوى العقيدة وأركان الإسلام
صفحة 53-54
أجاب عليها
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
اعتنى بها وخرج أحاديثها
محمود بن الجميل أبو عبد الله
الأحاديث مخرجة على كتب العلامة محمد ناصر الدين الألبني رحمه الله
دار المستقبل
الطبعة الأولى
1425ه -2004م
الله الموفق