رسالة عاجلة إلى فرعون مصر
أيها الفرعون الظالم المتكبر
أنت وهامان وجنودكما الخاطئين
من غزة المحاصرة بجدرانكم ،والمنكوبة بجواركم
من قلوب يتامى حصاركم وأرامله وثكالاه
باسم المرضى الذين منعتم عنهم الدواء والأطفال الذين منعتم عنهم الحليب والفقراء الذين منعتم عنهم لقمة الخبز
باسم كل المعذبين والمحرومين والمظلومين
أنقل إليكم هذه الكلمات ممزوجةً بالقهر والظلم والألم
كلمات لا تعرف النفاق أو التملق أو التسلق،معذرة إلى ربكم ولعلكم تتقون..
أصارحكم بالحقيقة دون أخشاكم فالله حسيبي ونعم الوكيل ،أما أنتم فلا تملكون لي نفعاً أو ضراً فكيف أخافكم ،وإن كان لديكم ما تخوفونني به فليس سوى القيد أو المعبر المغلق أصلاً
أقولها عسى أن تحتسب لي كلمة حق عند سلطان جائر..
لقد ظلمتم وافتريتم (وقد خاب من حمل ظلماً)(وقد خاب من افترى)
لقد ملأتم الأرض ظلماً وعدواناً وطغيتم في البلاد فأكثرتم فيها الفساد.
لقد قتلتم الإنسان وكفى بها من جريمة..أحللتم قومكم دار البوار،فلم يعد للإنسان الكريم فيها مقام.نشرتم الفقر والأمراض والفساد والاستبداد،نهبتم وسلبتم خيرات البلاد،وحولتم الوطن إلى ملك خاص لكم ولأبنائكم وحاشيتكم الفاسدة المفسدة،بينما ألقيتم المواطن على قارعة الطريق لا يجد مسكناً ولا طعام ولا عمل ولا كرامة،طردتم العقول المنيرة فعم الظلام والخراب في بلادكم بينما آوتها بلاد الغرب ورعتها فاستفادوا منها في عمارة بلادهم ،صادرتم حرية الرأي والتعبير وشرعتم الأبواب لحرية الفساد والانحلال.
لم يتوقف فسادكم وطغيانكم عند حدود بلادكم بل امتد إلى الجوار،وكان لنا في غزة النصيب الوافر منه
استضعفتم أهل غزة فمنعتم عنهم الغذاء والدواء والوقود ،وزين لكم الشيطان سوء أعمالكم ففاخرتم في الإعلام بسوء صنيعكم واعتبرتم مصادرة البضائع المتوجهة إلى غزة أو إغلاق نفق هو قمة الإنجاز الوطني لجيشكم .
وحين يقتل بعض جنود هذا الجيش على يد العدو الصهيوني لا تحركون ساكناً ولا تجرءون على الرد.
بل إنكم تكافئونهم على صنيعهم فتعطوهم الغاز بأبخس الأثمان وغزة بجواركم غارقة في الظلام ومحرومة من الوقود وأنتم تنظرون.
قتلتم المئات من أطفال غزة ونسائها وشيوخها بمنع الدواء عنهم وإغلاق رئة التنفس الوحيدة في وجوههم بينما فتحتم أبواب سيناء على مصراعيها للزواني والسكارى من أبناء صهيون..
لم تجد وزيرة خارجية العدو مكاناً أكثر ملاءمة لإعلان الحرب على غزة من جوار وزير خارجيتكم في القاهرة دون أن ينبس ببنت شفة.
هذه الحرب التي قتل فيها الآلاف ودمرت غزة لم تكن كافية لتليين قلوبكم ورفع الحصار بل تماديتم في إجرامكم وشددتم من حصاركم .ونقل لنا الإعلام الحر من مخازيكم ودناياكم ما تشفق عن حمله الجبال، وما سرقة المعونات القادمة من الشعوب العربية وهي في العريش وبيعها في السوق السوداء من قبل رجال أمن الدولة عنا ببعيد.
ليت دوركم اقتصر على تجاهل غزة والتخاذل عن نصرتها.إذن لهان الأمر ولأغنانا الله من فضله.ولكن أبت قلوبكم إلا أن تثبت لأسيادها مدى إخلاصها وتفانيها في خدمته فبادرتم بأنفسكم لمحاصرتنا بل واعتقال مجاهدينا بل وتعذيبهم حتى الموت..
جاءت الجريمة الأخيرة لتمثل حلقةً من مسلسل متواصل من الإجرام الممنهج ضد غزة وأهلها، فكان قتل الشهيد يوسف أبو زهري بتعذيبه حتى الموت في جريمة يعجز الشيطان نفسه عن اقترافها،فعاد الشهيد إلى غزة التي خرج منها قبل ستة أشهر وهو صحيح معافى عاد إليها وآثار التعذيب بالكهرباء مطبوعة على جسمه،ولسانه مقطوع وأحشاؤه الداخلية ممزقة.
أي إجرام هذا الذي تفتقت عنه أذهانكم،وأي لعنة تلك التي ستلاحقكم أبد الدهر!
حاولتم استغفال الناس-كما هو دأبكم-فزعمتم أنها وفاة طبيعية في السجن،كما مات مثله كثيرون-يا للمفارقة العجيبة-فجاءت صور آثار التعذيب على جسمه تنطق عليكم بالحق وتشهد بأنكم كاذبون
ربما يستطيع إعلامكم وأبواقكم أن يخدع الناس بأن هذه الممارسات تهدف إلى حماية الأمن القومي من عبث العابثين.ولكن هل يستطيع إعلامكم أن يفسر لنا هذا الترابط العجيب بين دعوى الأمن القومي التي تزعمون وبين استجواب المختطفين لديكم عن أماكن تخفي المجاهدين وأماكن تخزين الأسلحة،ومكان احتجاز الجندي جلعاد شاليط،
أي أمن قومي هذا لدولة تحترم نفسها ومكانتها وتاريخها يرتهن لمصير جندي صغير من جنود الأعداء!!
لكن مهلاً..
هل تظنون أن الله غافل عما تعملون
أم تحسبون أن إمهاله لكم خير لأنفسكم
هل تظنون أنكم ستظلون أبد الدهر على افترائكم وإجرامكم دون حسيب أو رقيب.
هل غركم أن غزة لا نصير لها فتماديتم في البطش بها..
هل تظنون أن الضعيف يبقى ضعيفاً،وأن الله لا يراقب أفعالكم ولا يحصيها عليكم
إنكم واهمون واهمون..
لقد اقترب حسابكم،وأزف رحيلكم،وأنا أهددكم بهذا،ليس استناداً لقوة أملكها أو خطط أعددتها، ولكن إيماناً مني بعدالة السماء التي لن تترككم تتمادون في ظلمكم وافترائكم.
لا تحسبوا أنفسكم استثناءً من سنة التاريخ،ولقد كان من قبلكم أكثر منكم قوةً وأشد بأساً وعمروا الأرض أكثر مما عمرتموها فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً..هل تحسبون أن ما أصابهم لن يصيبكم،أو أن الله يعجزه أمركم،لقد غركم حلم الله بكم،وظننتم أن إملاءه لكم خير لأنفسكم، لكنه يملي لكم لتزدادوا إثماً،وإن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته،إن أخذه أليم شديد.
لا يغرنكم أن غزة لا ناصر لها فإن لها رباً قوياً عزيزاً،تعهد بعزته وجلاله لدعوة المظلوم فقال (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).
لقد أراكم الله بعض آياته فقبض حفيد كبيركم ،ولا شماتة،لعله يشعر بآلام الآباء والأمهات الذين خطف الموت فلذات أكبادهم بفعل إغلاقه المعبر في وجوههم،فلم يغن فتح كل المعابر الأرضية والجوية في إنقاذ الحفيد من الموت رحمه الله،وكان في ذلك آيةً بينةً لكنكم أعرضتم وظننتم أن الأمر محض مصادفة،فلم تعتبروا وتماديتم في كفركم وطغيانكم.
لقد حق عليكم أن يريكم الله في أنفسكم آية كبرى بعد أن كفرتم بكل الآيات.
فتربصوا إنا معكم متربصون..
لن نستعين عليكم بأحد من البشر فقد كفرنا بعدالة الأرض المزيفة والتجأنا إلى رب السماء فنعم الناصر والمعين،سنستعين عليكم بسهام الأسحار،فهل تظنون أن لكم طاقة بهذه الأسلحة.
لسنا قلقين أو خائفين أو ساخطين فنحن واثقون بأن الله لن يذرنا على ما نحن عليه،وإن ما يصيبنا من بأساء وضراء هو تمحيص وتمييز (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب)..
سيهلك الله الظالمين،وسيمن على المستضعفين ويجعلهم الأئمة ويجعلهم الوارثين،وسيري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون،والعاقبة للمتقين.
</I>
__________________
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.............. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا