بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة أخلاقية وعقائدية شديدة أصابت الأمة الإسلامية في هذا العصر جعلتها عرضة لغضب الله عز وجل فحل ما حل بالأمة من ذل وهوان واستطالة الأعداء عليها حتى وصل الأمر بالاستطالة على رسولها خاتم الأنبياء والمرسلين خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم , لذا كان حري بالمسلم الغيور على دينه والذي يحب الله عز وجل ورسوله المحبة الصادقة أن يعمل على إعادة عز الإسلام والمسلمين وخدمة الدين بكل ما أوتي من قوة بالمال والنفس والوقت والكلمة و يناقش أمور مطلوب مناقشتها دائماً وعدم التوقف عن ذلك خدمة للإسلام والمسلمين حتى نتجنب غضب الله عز وجل علينا في الدنيا والآخرة كأفراد وكأمة واحدة قال الله فيها ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (110) سورة آل عمران وما يحصل الآن من المسلمين من غفلة وبعد عن تعاليم الله من ترك للواجبات وفعل للمنكرات وسوء في الأخلاق أمر خطير له عواقبه الوخيمة على الفرد وعلى الأمة ككل في الدنيا والآخرة وأخطر هذه العواقب هي الذل والهوان في الدنيا والتشتت والضياع واستحقاق العقوبة الإلهية من قلة الأمطار و انتشار الأمراض بين المسلمين وغلاء الغذاء و زيادة الفقر والفقراء وما يحصل لنا من ذلك و لإخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض لهو خير دليل على غضب الله علينا وهواننا عنده في الدنيا , وأما في الآخرة فسوف نكتشف حقيقة مرة على النفس يوم الحساب إن لم نتدارك الوضع ونعمل على تغيير أنفسنا ألا وهي الإفلاس ودخول النار رغم أدائنا للشعائر التعبدية وذلك بسبب كثرة ذنوبنا والناتجة عن غفلتنا وحبنا الشديد للحياة الدنيا وكأحسن تقدير فهي ناتجة عن الفهم الخاطئ للدين وحقيقة الالتزام , حيث يفرق المسلم بين الشعائر التعبدية والأخلاق ويكون إنسان بصفات مزدوجه يصلي ويأكل الحرام يصوم ويكثر الغيبة والنميمة يحج ويفسق وما ذلك إلا الإفلاس بعينه
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله :
( فالصلاة والصيام والزكاة والحج ، وما أشبه هذه الطاعات من تعاليم الإسلام ، هي مدارج الكمال المنشود ، وروافد التطهر الذي يصون الحياة ويعلي شأنها ، ولهذه السجايا الكريمة التي ترتبط بها أو تنشأ عنها أعطيت منزلة كبيرة في دين الله ، فإذا لم يستفد المرء منها ما يزكي قلبه وينقي لبه، ويهذب بالله وبالناس صلته فقد هوى) انتهى كلامه ,
لذا حري بكل عاقل أن يتوقف برهة من الزمان ليحاسب نفسه ويعيد تقييم ذاته عسى أن يتجنب غضب الله عليه في الدنيا و أن يكون من الناجين يوم القيامة .