لماذا نــتعلـم؟
لا يختلف اليوم اثنان على ما للتعليم من أهمية ودور مركزي في الحياة، وهذا مرده إلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها فالغرض كان دوما وأبدا إعداد الفرد ليصبح مواطن صالح معتز بمقوماته الدينية واللغوية و الوطنية، وهذا لا ينفي أبدا من أن يكون متسامحا متفهما محترما مطلعا على مقومات مواطن آخر يختلف عنه عقيدة ولغة ووطنا.
سنتوقف قليلا عند عبارة مواطن صالح التي تعني فيما تعنيه أن يكون ذو تكوين علمي يؤهله لأن يكون عنصرا ايجابيا لا سلبيا، مبادرا لا متكلا، عارفا لا جاهلا.
وأن يعمل لتحقيق المصلحة العامة التي بها وفيها يجد مصلحته الخاصة.
واقع الحال يدحض الرؤية السابقة وبشكل صارخ ...
قلما تجد من يعتز بدينه ويحترم الأديان الأخرى.
نادرا تلقى من ينتشي بقراءة النص العربي ويسعى في نفس الوقت إلى تعلم لغة أجنبية أخرى.
انه سعي حثيث لبناء شخصية متكاملة وليست كاملة.
سعي لتكوين إنسان عارف و متفاعل وجدانيا وذو بنية جسمية سليمة.
ومن هنا جاء تعدد المواد الدراسية فالعلوم الحقة (الرياضيات الفيزياء الكيمياء العلوم الطبيعية) تزودنا بالمعرفة الصرفة
ومواد كالشعر والرسم والموسيقى فإنها تغدي الوجدان
والتربية البدنية (الرياضة) فنها تكون إنسانا ذو بنية جسمية سليمة.
ما يؤسف له أن ما سبق لازال ضربا من الخيال.
المطلوب مني ومنك أن نترجم ما تعلمناه في واقع الحال، فما فائدة خزن المعرفة في جمجمة الرأس؟
سنكون مثل الحمار الحامل للأسفار.
منقوول