في ظل الجدل المحتدم حول أخطاء الحكام وما تتسبب فيه من ضياع حقوق فريق لحساب فريق آخر، وهو الجدل الذي فجرته مجددا واقعة الهدف المارادوني الجديد للنجم الفرنسي تيري هنري، مما تسبب في حرمان أيرلندا من فرصة التأهل للمونديال لحساب فرنسا؛ قدم حمادي القردابو لمشاهدي صدى الملاعب تقريرا مميزا عنوانه "رغم كل المآسي الكروية الاعتماد على الفيديو ممنوع".
"جدل طويل واختلاف في الآراء هو العنوان الأبرز لاعتماد تقنية الفيديو للفصل في كل لقطة أثارت إشكالا في ملاعب كرة القدم، موقف المنادين بإحداث ثورات في القوانين واضح وجلي، فهم الذين يبحثون عن العدل، ويحلمون بإنصاف كل مجتهد.
"أما المعارضون فأهدافهم أكثر تعقيدا، فإلى جانب الحفاظ على حماس اللعبة يحرصون على أن تكون كرة القدم هي آخر من يطور قوانينه بحيث يكون مشرعوه هم أبطال العالم في المعارضة، بطولة مغبونة لمن يسهرون على تنظيم البطولات، هدف معارض اعتماد تقنية الفيديو الأول عالمي أما البقية فتراعي خصوصا ظروف كرتنا العربية والبداية بالتخفيف من حملات إقالة المدربين، فالإقالات دون فيديو بالجملة، فكيف سيكون الحال إن حرم المدربون من علة رمي إخفاقاتهم على أكتاف الحكام؟.
"ثاني الأهداف من المعارضة هو المحافظة على أسماء الأندية الكبيرة على منصات التتويج، فكيف السبيل إلى محاباتها والفيديو يعري حقيقة ركلات الجزاء، ثالثا الحرص على راحة الحكم الرابع فله ما يكفيه في متابعة التغييرات واحتساب الوقت بدل الضائع، رابعا نقابة الحكام المتقاعدين تدخلت بدورها حتى لا يحرم منتسبوها من مدخول يساهمون به في مواجهة ظروف الحياة، خامسا كرة القدم هي المتنفس الوحيد لملايين الجماهير، فكيف سيصبح حالهم إن حرموا من شتم الحكم وصب جام غضبهم عليه، سادسا الخوف من أن تستمتع عائلات المسؤولين بأجهزة الفيديو الحديثة، بينما تحل محلها الأجهزة المستعملة كثيرة الأعطاب لتصبح المشكلة مشكلتين وتلغى مباريات بسبب أعطال جهاز الفيديو.
"سابعا أصحاب المقاهي وتأثيره القوي حتى لا تخسر كرة القدم إثارتها، ثامنا حتى لا تتوقف المباريات كل عشر دقائق بدخول أحد المشجعين وقد التقط صورة بهاتفه الجوال أو بكاميرته الخاصة للكمة جانبية، تاسعا حتى لا يحول نجوم اللعبة وجهتهم إلى السينما، وقد أبرز القانون الجديد قدراتهم العجيبة على التمثيل، وعاشرا وأخيرا حتى لا تنسى الجماهير كل أهازيجها وأغانيها ويصبح الهتاف الموحد على المدارج فيديو فيديو".